السؤال
لدي عم متوفى وله ابن يكبرني وبنت في مثل عمري تربينا معا كل في منزله، ولكننا كالإخوة تماما وحدث أني علمت منذ سنة برغبته في التقدم لخطبتي، ولكني لا أجد قبولا له لأسباب عديدة قد يجدها البعض ترجع لتفكيري الخاطئ أو لصغر سني ولكني في كل الأحوال لست موافقة وقد قالت لي شقيقتي سوف يجازيني الله على رفضي لإنسان يحبني وأن الله سيردها لي وأنا خائفة من ذلك، مع العلم بأني منذ 3 سنوات حلمت به يتزوج مني ولكنه لا يمكننا التزاوج معا لسبب يرجع لي وهو لا يعرفه وقد أخبرت أخته عن السبب وطلبت منها المساعدة ففوجئت به ونحن نجلس على شيء ما عال فوجدته يعطيني زجاجة بها ما طلبت من أخته وأصابتني الدهشة لأنه علم بالسبب من أخته ولم أتفوه بكملة وانتهى الحلم، مع العلم بأنه في هذا الوقت لم يكن هناك أي سبب يجعلني أشك في أنه يريد الزواج بي.. فهل لهذا الحلم أهمية وهل إن أصررت على الرفض سوف يرده الله لي.. مع العلم بأني لن أستطيع أن أفرض على نفسي شيئا ما دمت لا أتقبله... أرجو الإفادة قبل أن أعلن قراري؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان ابن عمك ذا دين وخلق فإننا ننصحك بالقبول به امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الترمذي والألباني، ولا تلتفتي إلى الرؤى والأحلام، فإنه لا ينبني عليها حكم.
وأما عدم تقبلك له فيبدو أنه بسبب شعورك أنه بمنزلة إخوانك، ولهذا فنصيحتنا لك هي عدم التوقف كثيرا عند هذا الشعور، وأن لا تتخذي قرارك بناء عليه، بل بناء على دين الرجل وخلقه، وأما إذا كان غير مرضي في دينه وخلقه، فهذا عدم القبول به أولى وأفضل.
وعلى كل الأحوال فإننا ننصحك بصلاة الاستخارة، فإنها لا تأتي للمسلم إلا بخير، ولمعرفة كيفيتها ودعائها راجعي الفتوى رقم: 4823.
فإن اطمأننت بعد صلاة الاستخارة للزواج فتوكلي على الله تعالى وأقدمي، وأما إذا لم تطمئني لهذا الشخص ورأيت أن الأفضل لك عدم القبول به، فلك أن ترفضيه، ولا إثم عليك في ذلك، وقد سبق لنا أن بينا ذلك في الفتوى رقم: 58738.
كما ننصحك بكثرة الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى بأن يوفقك لما فيه خير لك في دينك ودنياك في هذه المسألة وفي غيرها.
والله أعلم.