هل يطاع الوالد أو الزوج في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

0 361

السؤال

هل فرض على من عنده علوم الدين أن يعلم الآخرين ؟ وهل النهي عن المنكر والأمر بالمعروف أيضا فرض على من عنده علوم الدين؟ و هل للأم أو الأب منع الولد أو البنت من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر أو لو كان عندهم علم أن يعلموا غيرهم وكذلك الزوج هل له الحق في منع الزوجة من هذه الأشياء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن علم من دين الله شيئا، فإنه يجب عليه أن يعلمه لكل من كان محتاجا إليه، ولك أن تراجع في تفصيل ذلك فتوانا رقم: 2424.

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من شعائر الدين العظيمة، وأعماله الظاهرة التي امتاز بها عن سائر الأديان.

 وقد وصف الله سبحانه المؤمنين بأنهم: يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فقال: والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم {التوبة:71}.

 كما أمر الله تعالى المؤمنين بقوله: ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون [آل عمران:104].

وروى الإمام أحمد من حديث حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده، ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم".

 والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفاية وقد يتعين في بعض الظروف، وليس خاصا بأهل العلم، وإنما يجب حسب الاستطاعة على كل من علم حكم المسألة التي يأمر بها أو ينهى عنها. والأصل في ذلك ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.

وإذا تعين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الابن أو البنت أو الزوجة، فليس من حق أي من الأبوين ولا الزوج أن يمنع منه. مع أن طاعة الوالدين والزوج بالمعروف واجبة، ولكنها إذا تعارضت مع طاعة الله، كانت طاعة الله أولى من طاعة غيره. وذلك لأن ترك طاعة الله معصية، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. [رواه أحمد وصححه السيوطي والهيتمي والألباني].

والله أعلم.


 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة