السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد:فقد مرت البارحة أمامي متبرجة تبرجا فاحشا حيث إن كتفيها كانا عاريين ولباسها كله ضيق حيث إن تفاصيل جسمها كلها ظاهرة فنظرت ثم التفت إليها وتفلت في الأرض أمامها تحقيرا وبغضا لها وبدأت أحرك رأسي يمينا وشمالا أي أن ما فعلتيه فظيع وكريه جدا وأنك ساقطة ليست لديك قيمة وعندما مضى وقت من الزمان ندمت على فعلتي لأنني أنا أيضا أقع في المعاصي فهل ما فعلت كان صائبا؟ فإن كان الجواب لا فما التصرف الشرعي الذي يجب أن أقوم به حيال هؤلاء المتبرجات لأنهن كثر في بلادي وفي مدينتي وعندما أرى مثل هذه المناظر أحس بغضب شديد وقد أسبهن وألعنهن وأتفل أمامهن؟وجزاكم الله عنا خير الجزاء.كما أسالكم الدعاء لي بتقوى الله عز وجل في السر والعلن .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن على المسلم أن ينكر المنكر بقدر استطاعته، وأن يحرص على سلامته من التأثر بخطر المتبرجات، فليغض بصره وليبتعد عن الأماكن المثيرة للفتن.
وعليه أن يستخدم الوسائل الممكنة المشروعة التي يمكن أن تؤثر على العاصي وترده إلى الله، فلو أمكن أن يستخدم زوجته في إقناع جارتها بعدم التبرج فهو أولى من كلامه هو معهن مباشرة، ثم إن للشريط تأثيرا قويا مجربا فلو أمكنه أن يوصل إليهن بعض الأشرطة النافعة في هذا المجال فهو مهم جدا ويتعين القيام به، وإن أمكنه الاتصال بأولياء أمور النساء ويذكرهم بضرورة رعايتهم لنسائهم ووقايتهن من النار فليفعل.
وأما التفل والسب فهو تصرف يحتمل أن يأتي بنتائج عكسية، فربما يكون عونا للشيطان على هؤلاء النساء فيوهمهن أن أهل الدين أخلاقهم سيئة وأن على النساء عدم سماع كلامهم، وقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قد شرب فقال صلى الله عليه وسلم: اضربوه، قال أبو هريرة: فمنا الضارب بيده والضارب بنعله والضارب بثوبه، فلما انصرف قال بعض القوم أخزاك الله، قال: لا تقولوا هكذا لا تعينوا عليه الشيطان.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها للزيادة في هذا الموضوع: 24718، 46158، 36423، 41016.
والله أعلم.