الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يستجاب للأمة بالبقية المصلحة الآمرة الناهية

السؤال

هناك العديد من الأحاديث، سواء عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو عن الصحابة، تفيد بأنه إذا توقّف القوم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا يُستجاب لهم دعاؤهم. أليس هذا شبيهاً بما نعيشه في عصرنا؟ فكيف يُستجاب لنا إذن؟
وشكرًا لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك في خطورة ترك الأمر بالمعروف، وترك النهي عن المنكر، فقد نص عدد من الفقهاء -رحمهم الله- على أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يُعدّ من كبائر الذنوب. وراجع الفتوى: 28638.

وفي الحديث الذي رواه حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: والذي نفسي بيده، لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا منه، ثم تدعونه، فلا يستجاب لكم. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن. وحسّنه الألباني.

وهذا معناه أن من يقوم بدوره في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنه لا يشمله هذا الحديث، وأنه يرجى إجابة دعائه، وهم موجودون والحمد لله، بل نسمع بين الحين والآخر بيانات أهل العلم في أغلب ما تمر به الأمة من النوازل، حيث يقومون بواجبهم من بيان للمحرمات، وإنكار للمنكرات.

وإن كان هناك تقصير في هذا الباب، فليس معناه أن الأمة قد تركت هذه الفريضة، بل فيها من العلماء والدعاة من يقيم الله به الحجة، وينصح ويأمر وينهى، وفي سبيل ذلك أوذي كثير منهم.

وما دامت الأمة فيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فلا تخلو -بإذن الله- من أن يوجد فيها من يستجيب الله دعاءه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني