التوبة من التحرش بالأطفال

0 215

السؤال

حتى لا أطيل عليكم سأطرح سؤالي وهو فتوى واستشارة في آن واحد لأمر خطير وقعت فيه باختصار أنا شاب معلم للقرآن فقير وأحب الخير وقعت في عظيمة وموبقة كبيرة تحرشت جنسيا بتلميذين من تلاميذي ذوي الوسامة وإني أكتب وأنا أستحي فالمفروض أنني أنا الذي أحميهما من مثل هؤلاء الخبثاء الذين يتبعون المردان وقد أنقذت كم من ولد من مخالب هؤلاء بالنصيحة وإخبار الآباء الخ ثم وقعت في الذي نهيت عنه فأخاف أن أكون أنا ذلك الذي تندلق أقتابه في النار والعياذ بالله كما أنني أخاف أن أكون وقعت في سيئة جارية فلعل هذين الولدين أكون أنا السبب في تعليمهم هذا الخبث فكلما عملوه وارتكبوه أخذت معهم نصيبا من الإثم والعياذ بالله ثم إنني قرأت كثيرا في كتب علم النفس أن هذا الفعل الشنيع يحطم شخصية ونفسية الطفل ويعذبه حتى في كبره والدليل على ذلك أن هذين كانا من أحسن التلاميذ في الحفظ ولكن بعد ارتكابي لهذه الجريمة فقد صارا من آخر التلاميذ وصارا من المشاغبين الخ وسبب ذلك أنني لم آخذ بوصية الشرع في منع الخلوة بالمردان ولكني لم أفعل زين لي الشيطان أن آخذهم إلى البيت للعب بالكمبيوتر فكنت في البداية أضع أحدهم في حجري وأقبله لساعات... ثم استمر الأمر إلى أن صرت أنام مع أحدهم وأمارس معه سطحيا (يعني دون نزع الملابس) لكن مع الوقت امتدت يدي إلى لمس الدبر والقبل بيدي تحت الملابس ولو لم أتوقف عن ذلك - والحمد لله - لربما وصل الحال إلى ممارستها بالكامل والعياذ بالله لما يكبر هذان الطفلان سيلعناني وسيكرهان الدين من أجلي وأتحمل أنا المسؤولية لقد تبت والذنب يؤرقني مع أني فقير لا أستطيع الزواج وما فعلت ذلك إلا لإفراغ شهوتي ولو كنت متزوجا لما فعلت ذلك بإذن الله، ما هي طريقة توبتي، لقد قرأت في الاستشارات النفسية أنه على أولياء الأطفال المتحرش بهم جنسيا أن يخبروهم بحرمة ذلك وأنه شيء غير جيد لقد وددت أن أكلم هذين الولدين وأخبرهم بأني أخطأت بحقهم وأن ما فعلت بهما محرم ومن أكبر الكبائر حتى لا يظنوه مباحا أو شيئا هينا فيفعلوه، أريد الدعاء والنصيحة بارك الله فيكم في مثل هذه المواضيع يعتبر المتحرش مجرما دائما لعله في الغالب هكذا لكن هناك من يريد العلاج.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن التحرش الجنسي بالأطفال -وإن لم يصل إلى ارتكاب فاحشة اللواط- إلا أنه وسيلة إليه، واللواط من أكبر الكبائر وأقبح الفواحش وصاحبه منتكس الفطرة، غافل عن الله تعالى، ولهذا شدد الإسلام في عقوبة فاعله والمفعول به، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به. رواه أحمد واصحاب السنن، وانظر الفتوى رقم: 1869.

هذا، وإن الواجب عليك التوبة إلى الله مما فعلت وعقد العزم على عدم العودة إليه مرة أخرى، والندم على ما فرطت في جنب الله تعالى، وأن تتجنب ما يثيرك ويدفعك إلى الحرام، فلا تنظر إلى المردان ولا تختل بهم، واترك العمل في ذلك المركز حفظا لدينك وحفظا لشباب المسلمين، وسارع بالزواج إن كنت قادرا على تكاليفه، وإلا فأكثر من الصوم فإن له تأثيرا بالغا في كبح جماح الشهوة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم.

واسأل الله كثيرا بذل وإلحاح في أوقات الإجابة أن يرزقك العفاف، ومن ذلك أن تقول: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.

وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 57110، 59332، 60222، 56002، 6872.

وبالنسبة للولدين فلا تواجههما بما فعلت معهما لأن في ذلك تنبيها لهما، والظاهر من سؤالك أنهما صغيران ، فقد لا يكونا منتبهين لما كنت تفعل بهما ولا تخبر والديهما بما حصل، واعهد بهما إلى مدرس آخر من الثقات الدينين، وحبذا لو كان من كبار السن، واسأل الله لهما الهداية والحفظ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات