الناكح الذي يريد العفاف يعينه الله تعالى

0 310

السؤال

أخي الكريم لم أترك بابا إلا طرقته، ولا أحدا إلا سألته، وقبل أن أسأل العباد سألت ربي حاولت جاهدا وحتى الآن أن أحصل مهرا لأتزوج به لحاجتي للزواج من جميع النواحي، الحمد لله عندي عمل وعندي بيت
لكن قدرتي على المهر صعبة جدا وجمعت المهر من عملي لكن وقبل إقبالي على الزواج تم الاحتيال على كل أموالي وأنا الآن لا أملك سوى راتبي ودخلي العادي وليس عندي القدرة ولا الحيلة للصبر لجمع المهر مرة أخرى وسيحتاج الأمر سنين طويلة لأجمعه من دخلي الشهري ولا توجد ولا طريقة أدبر بها أمري هذا فماذا أفعل وماذا تنصحني ولمن أذهب ولمن أشكو من بعد الشكوى لربي ، والله أعلم بحالتي وحاجتي للزواج في هذا الوقت دلني على الخير؟
وجزاك الله ألف خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يأجرك في مصيبتك، وأن يخلف لك خيرا منها، واعلم أن بإمكانك أن تتزوج وتؤجل المهر كله، أو تعجل بعضه وتؤجل بعضه، ولا تتزوج ممن يغالي أولياؤهن في المهور، فإن هناك كثيرا من النساء يتساهل أولياؤهن في أمر تزويجهن، ويقبلون مهورا قليلة اتباعا للسنة وطلبا للبركة أو مراعاة للحال.

فتوكل على الله وأحسن الظن به، ولا تقنط من رحمة الله تعالى، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم: الناكح يريد العفاف، والمكاتب يريد الأداء، والغازي في سبيل الله. رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه.

وانظر الفتويين: 7863، 31508.

ولقد أرشدنا نبينا صلى الله عليه وسلم إلى ما نفعله عند اشتداد الشهوة والعجز عن مؤونة الزواج، فقال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يجد فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم.

واسأل الله كثيرا أن يمن عليك بالزوجة الصالحة وأن يعجل لك العفاف، وتحر في دعائك أوقات الإجابة الفاضلة مثل ثلث الليل الآخر وقت النزول الإلهي، وأثناء السجود، وعند الفطر في اليوم الذي تصوم فيه.

هذا، وننبهك إلى أنك أفضل حالا من غيرك، فأنت تملك سكنا ولك دخل شهري، في الوقت الذي لا يملك فيه أكثر الشباب شيئا من ذلك، فاحمد الله على النعم التي أولاك إياها، فقد قال تعالى: وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم {إبراهيم: 7}.

وقال صلى الله عليه وسلم: انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله. رواه البخاري ومسلم واللفظ له.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة