السؤال
انا أنسة أبلغ من العمر أربعة وعشرين سنة ومخطوبة لرجل في مثل سني وأحبة حبا شديدا وهو أيضا يحبني. في فترة الخطوبة تكررت المرات التي كنا فيها بمفردنا وكنا نضعف أمام بعضنا ولكن عندما كنا نصل إلى اللحظة التي لا ينفع فيها ندم نتذكر الله ونستغفرة ونعد بعضنا أننا لن نكرر ذلك مرة أخرى. ولكني منذ يومين أخذت وعدا أمام نفسي وأمام الله أني إذا ضعفت أمامة مرة أخرى فيجب أن نترك بعضنا وأنا أريد أن أعرف حتى يكتمل استغفاري كيف أكفر بالطريقة الصحيحة عن ذنبي هل أصوم أم اتصدق أم ماذا أفعل. أرجو منكم أن تفتوني في هذا الأمر سريعا حتى يرتاح بالي ويطمئن قلبي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
إذا كان الخطيبان في فترة الخطبة، ولم يعقد بينهما النكاح، فهما أجنبيان عن بعضهما، ولا يجوز أن تقع خلوة بينهما، ولا شيء مما يحصل بين الزوجين، والواجب على من وقع في شيء من ذلك: التوبة النصوح والاستغفار. قال تعالى: (يا أيها الذين أمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار) [التحريم: 8].
والتوبة النصوح هي: التوبة الصادقة التي تحققت فيها شروط التوبة، وهي:
- لإقلاع عن الذنب.
-الندم على ما فات.
-العزم على أن لا يعود إلى الذنب مرة أخرى.
-أن تكون التوبة قبل خروج الروح من الحلقوم.
-أن تكون التوبة في وقتها أي: قبل طلوع الشمس من مغربها.
ولابد مع هذه التوبة من الأعمال الصالحات لقوله تعالى: (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيها مهانا * إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما * ومن تاب وعمل صالحات فإنه يتوب إلى الله متابا) [الفرقان: 68-71].
والأعمال الصالحة كثيرة كالصيام والصلاة والصدقة وتلاوة القرآن الكريم والتطوع بالعمرة... إلخ.
وأهم شيء عدم العودة إلى فعل ذلك مرة أخرى، كما ننصحك بالزواج، وعدم تأخيره، إذا كان في الإمكان ذلك، ما دام أنكما قد تبتما وأنبتما، وقد جاء في الحديث: "لم ير للمتحابين مثل النكاح" رواه ابن ماجه مرفوعا من حديث ابن عباس. قال عنه في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات. أما إذا حصل التواني بخصوص الزواج، فننصحك بالبعد عن ذلك الرجل تماما، وقطع الصلة به لأنه متلاعب لا يريد الزواج، كما ننصحك بتعلم العلم النافع والإكثار من ذكر الله.
والله أعلم.