تخصيص قراءة سورة معينة في وقت معين بدعة

0 578

السؤال

نحن مجموعة شباب في إحدى المراكز الإسلامية في أوروبا(الشرقية) يوجد لدينا دروس تجويد بمعدل ثلاثة أيام في الأسبوع بحيث نقرأ من القرأن ونطبق الأحكام ويقوم الأخ الذي يمسك الحلقة بالتصحيح لنا فهل يجوز قراءة سورة الكهف في يوم الخميس وتطبيق الأحكام عليها في حلقة التعليم بحيث يصبح لدينا كل خميس قراءة لسورة الكهف كلها وتتوزع قراءتها على الجالسين في الحلقة، فهل تعتبر هذه بدعة... والسلام عليكم...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلمعرفة البدعة من غيرها، لابد من الرجوع إلى القيود والضوابط التي وضعها العلماء في ذلك، قال الإمام الشاطبي: (البدعة طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه).
وقوله:( تضاهي الشرعية). أي: تشبه الطريقة الشرعية، لكنها في الحقيقة مضادة لها، وقد مثل الشاطبي للبدعة بقوله: ومنها: التزام الكيفيات والهيئات المعينة، كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد، واتخاذ يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عيدا، وما أشبه ذلك. ومنها: التزام العبادات المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة، كالتزام صيام يوم النصف من شعبان، وقيام ليلته. انتهى كلام الشاطبي ـ رحمه الله ـ من الاعتصام.
ومن الضوابط قولهم: كل عمل لم يعمله النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود المقتضي له، وعدم المانع من فعله، ففعله بعد ذلك بدعة.
وعلى هذا نقول: لماذا يخصص يوم الخميس لقراءة سورة الكهف؟ مع أنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ إذا الإشكال في التزام قراءة هذه السورة في هذا الوقت المعين، مع أن هذا التعيين لم يرد في الشريعة! والخلاصة أنه لا يجوز تخصيص يوم الخميس بقراءة هذه السورة، لأن ذلك بدعة. وإنما يجوز قراءة هذه السورة أو غيرها، مع عدم التزام وقت بعينه... نعم قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق". وكذلك: "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين" رواهما الحاكم والبيهقي، وصححهما الشيخ الألباني، في صحيح الجامع وغيره.
وعلى هذا فقراءة سورة الكهف في يوم الجمعة من السنة ، سواء أقرأتموها جماعة أم قرأتموها فرادى، أما بخصوص ليلة الجمعة (مساء الخميس) فقد استحب الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ قراءة سورة الكهف فيها، فقال: أستحب قراءتها يوم الجمعة، وكذلك ليلتها.
وقد وردت روايات فيها (يوم الجمعة وليلتها) لكن لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. وحيث لم يصح بذلك حديث فلا يسن قراءتها إلا في يوم الجمعة. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة