السرقة من الجدة أقبح

0 263

السؤال

أريد فتوى عاجله و حاسمةو أرجو من سماحتكم إفساح صدركم لي لأن الموضوع قد يكون طويلا ولكنه يؤرقني ولا أستطيع النوم قرير العين حتى يقضي الله فيه على أيديكم إن شاء الله.
في البداية : الموضوع مخز و لكن لا مفر من الحقوق و الخزي و الكسوف لا يجدي مع اللهقام غلام من أبنائنا بمساعدة ابن خاله بسرقة جدتهما. سوف أرمز للأول ب 1 ولابن الخال ب 2 و ذلك للسهولة بدأ الموضوع بأن طلب 1 من 2 مبلغ 5000 جنيه مصري و ذلك لاستخدامه في تسهيل عملية بيع قطعة آثار بمبلغ كبير ووعده برد المبلغ بسرعة مع مكسب كبير. بالطبع كان 1 مخدوع من قبل أصحاب السوء الخادعين.المهم...لم يقتنع 2 بالموضوع مع حداثة عمره و أبلغ 1 (18 سنة) بذلك و لكنه ألح عليه فأبلغه أنه لا يملك مثل هذا المبلغ بالطبع فطلب إليه 1 أن يبحث له عن المال في بيت جدتهما بحكم إقامته (2) المؤقته معها كزائر مع عائلته لأنهم مقيمون في بلد آخر و قد جاؤوا لزيارة الجدة ويا للأسف. و ألح في طلبه.و في يوم من الأيام و في غياب الجدة و العائلة من المنزل و في محاولة لإثبات الذات و أنه ليس بصغير قام 2 بالبحث في بيت الجدة ووجد ذهبا داخل الدولاب الخاص بالجدة. و عندما اتصل 1 به تليفونيا فأخبره بما وجد. حضر 1 سريعا إلى منزل الجدة و طلب إليه أن يرشده إلى الغنيمة فذهب معه إلى الدولاب و أخرج له الشنطة و فتحها له و أخرج له الذهب ليريه إياه وحاول إقناعه بأن ما يريد فعله شيئا مشينا و لكن كان الشيطان أشطر. فأقنعه 1 بأنه سوف يرد الذهب خلال يومين أو ثلاثة و لا داعي للقلق.قام 1 بأخذ كمية من الذهب ثم ذهب مسرعا ثم عاد مرة أخرى بعد ساعة مدعيا أن الذهب لم يأت بالمبلغ الكافي لعملية بيع الآثار و أنه يريد أخذ المزيد من الذهب. حذره 2 من عاقبة ذلك و لكن كان 1 أكبر تأثيرا على 2 بحكم العمر. فتكررت السرقة مرة أخرى و بنفس التفاصيل الماضية. و في هذه المرة كان 2 ينوي الخروج للذهاب الى عمته (أم 1). نزلا سويا و شهد 2 تسليم الذهب الى صديق 1 (صديق السوء) و الذي كان بانتظاره أسفل المنزل. ثم ذهب كل منهم إلى حال سبيله.عند اكتشافنا للسرقة و مع بعض التحريات التي قمت بها انحصر الشك في 1 و بمواجهته بطريقة سياسية اعترف بعد مجادلة و أقر أن 2 هو الذي قام بمساعدته. المهم اتضح أن 1 قام أيضا بسرقة بعض المال(1600 جنيها) بدون معرفة 2 واتهمه زورا بأنه اعطاه مبلغ 100 جنيه و بمواجهتهما معا أنكر2 معرفته بالمال و أقسم على ذلك ثم تراجع 2 عن كلامه وأقر صحة كلام 1 .بعد المحاولات المضنية لاسترجاع الذهب و التي باءت بالفشل و ذلك بعد إنكار صديق السوء أخذه لأي شيء و قيامه بجرأة غريبة بالقسم على المصحف الشريف (يمينا غموسا) على الإنكار..صلب الموضوع : عزمنا (نحن الآباء) على تحمل المسؤولية و تعويض الجدة عن جميع المفقودات و شراء البديل لها حتى ترضى. ولكن الفتوى هنا والمطلوب من سيادتكم التكرم علينا و إفتاؤنا : ما النسبة التي تقع على عاتق كل من الوالدين ذهبا و مالا.نقاط مهمة من أفواه الآباء و الإخوان و المتهمين: " والد 1 ": قام 1 بسرقة مبلغا من الدولارات منه شخصيا العام الماضي و أنا أعلم أن ابني شيطان الإنس أخو 1" : حاول معي 1 لأسرق له مفتاح الجدة لعمل نسخة منه للاحتفاظ بها معه والد 2": الولد مستقيم و المال ليس بالشيء الهام عنده و أنه كريم و سخي و أمين و لم يصدر منه أي شيء خطأ من قبل تجاه أي إنسان بل على العكس فهو دائما في خدمة الجميع"2" : أنا نادم على ما فعلت و لم أكن أنتظر أي مقابل و لكنني أردت المساعدة فقط و لست أدري لماذا.
ملحوظة:قام 1 بسرقة ال 1600 جنيها على دفعتين : مرة مع الذهب (600 جنيه) بدون علم 2. الباقي كان بعد المرة الأولى بيومين و في عدم وجود 2 (حيث إنه كان قد سافر الى بلده) . ذهب 1 الى الجدة المسكينة و غافلها و سرق المبلغ الباقي .

الإجابــة

  الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن السرقة من أقبح الذنوب وأكبرها . فقد قال صلى الله عليه وسلم : لعن الله السارق يسرق البيضة قتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده . رواه البخاري ومسلم . ويعظم جرم السرقة ويشتد قبحها إذا كانت من المأمون أو لذي رحم، والسرقة من الجدة من أعظم ذلك لما تستحقه من بر وإحسان وصلة . ولا يفعل ذلك إلا من حرم التربية الصحيحة وفقد الأخلاق الفاضلة والوازع الديني .

وبالنسبة لما سرق من هذه الجدة فإن على الأبناء أن يردوه إليها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : على اليد ما أخذت حتى تؤديه . رواه الترمذي . وإذا تطوع عنهم آباؤهم بذلك فلا شك أن ذلك أمر محمود .

وكيفية ذلك أن ما اشتركا في سرقته يكون عليهما بالسوية لاشتراكهما في الجريمة . وأما ما انفرد به أحدهما فإنه يكون عليه وحده . كما هي القاعدة في قول الله تعالى : ولا تزر وازرة وزر أخرى  {الزمر: 7 }

ولا تأثير لكون واحد منهم كان أشد تأثيرا على الآخر، أو كانت له سوابق دون الآخر .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة