السؤال
أنا الآن عمرى خمسة وعشرون سنه والحمد الله أحاول أن أطبق كل ما أعرفه من السنة وأنا والحمد لله ملتح ولكن عندما كان عمرى 12 سنة كنت ألعب أنا زملائى مع الكلاب وكنا نأكلهم بأيدينا وكنت صغيرا وأجهل الحكم والآن أنا بفضل الله هداني الله إلى طاعته منذ أربع سنوات فما هو حكم الشرع في هذه النجاسة وكيف تسقط من علي؟
أجيبونى بالله عليكم
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن لا يزيغ قلبك بعد إذ هداك، وأن يوفقك لما فيه فلاح أمرك وصلاحه، وأن يجعلك من المتمسكين بالسنة عند اختلاف الأمة. وينبغي أن تعلم أن أول ما يجب على العبد المحافظة عليه والعناية به هو ما افترضه الله عليه من صلاة وصيام وزكاة وحج وبر بالوالدين وغيرها من الواجبات ففي الحديث القدسي : وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه . رواه البخاري
فعليك أيها الأخ الكريم أن تحافظ على الفرائض والواجبات وتعمل ما استطعت بعد ذلك من القرب والطاعات ، وتبتعد عن جميع المعاصي والمحرمات، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم . متفق عليه واللفظ لمسلم .
وأما ما اقترفته في صغرك قبل البلوغ فلا إثم عليك فيه؛ لأن القلم مرفوع عن الصبي حتى يبلغ كما بينا في الفتوى رقم : 57895 ، وما اقترفته بعد البلوغ تجب عليك التوبة منه والندم عليه وعدم العودة إليه، فقد ذكرت أنك لم تهتد إلا في سن الثامنة عشرة و معنى ذلك أنك قد قارفت بعض المعاصي بعد البلوغ. وانظر الفتوى رقم : 10024 ، فقد بينا خلالها سن البلوغ وعلاماته .
وأما لمس الكلاب واللعب بها ووقوع بعض لعابها على يدك ونحو ذلك مما ذكرته وألممت به في الصغر فلا حرج فيه، وإن كان لعاب الكلاب نجسا ومن أصابه تجب عليه إزالته ولكن لا يتصور بقاء لعابه على جسدك من تلك السنة إلى الآن، فلا نجاسة عليك إن كنت قد اغتسلت بعد لمسها ولا تشترط النية لذلك ، وأما شعرها فهو طاهر على الراجح كما بينا في الفتوى رقم : 2686 .
والله أعلم .