السؤال
والدي كبير في السن، ولا يستطيع أن يصلي إلا على كرسي، ولكنه في غالب الوقت عند السجود لا يسجد الا سجدة واحدة، وعندما نحاول أن نذكره، أو نقول له: إنه بقي عليك سجدة، فإنه لا يصدقنا، وقد ضعفت ذاكرته، وهو -والحمد لله- من المحافظين على الصلاة. فما الحكم؟ جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا طعن المرء في السن، وقد بقي معه إدراكه وعقله، فهو مأمور بالصلاة ولا تسقط عنه، ويصلي على الهيئة التي يمكنه بها أداء الفرض: قائما، أو قاعدا، أو على جنب، لقوله صلى الله عليه وسلم: صل قائما، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب. رواه الجماعة إلا مسلما.
وإنما لم تسقط الصلاة عن الشخص ما دام عنده عقله، لأن العقل هو مناط التكليف، ومن كان من أهل التكليف وصلى منفردا، كحال أبيك، فالعبرة بيقينه هو لا بيقين غيره، ولو كان في حقيقة الأمر مخطئا، فإن الله يتجاوز عنه، لاستفراغه الوسع في أداء المطلوب.
والأولى لكم أن تعينوه على أداء المطلوب ما دمتم على يقين من هذا الأمر، بأن يحمل والداكم إلى المسجد لأداء الصلاة جماعة إذا كان لا يشق عليه ذلك، فبصلاته جماعة يتقيد بالإمام.
وإن كان والداكم قد اعتراه ما يعتري بعض الناس في كبرهم، فأصبح لا يدرك، فلا صلاة عليه، ويترك يصلي على حاله، فإنه غير مؤاخذ على ذلك، وإذا كان يدرك أحيانا ولا يدرك أخرى، فهو مطالب بالأداء حال إدراكه دون الحال الذي لا يدرك فيه.
والله أعلم.