مدى ارتباط قبول العمل بالبعد عن المعاصي

0 105

السؤال

أنا مصل وأصلي في جماعة الحمد الله وأصلي الفجر في جماعة أيضا لكن عندي سبب أنا أكلم فتيات على النت وممكن أخرج أيضا معهن لي صديق لا يصلي نهائيا وأكثر من مرة يأخذنى معه فى السيارة ويذهب يبحث عن فريسة وأكثر من مرة كنت سأقع معه في الفاحشة وكان ربنا يستر ولكن أنا ممكن أتصل به وأقول له هيا ننزل نبحث عن فريسة وأنا الذي أطلب منه لكن الحمد الله كل مرة ربنا يستر معي ولكن أنا أصلى جميع الصلوات الخمسة فى المسجد هل ربنا لا يقبل صلاتي ولاعمل الخير الذى أنا أعمله أرجو من الرد علي فى أقرب وقت وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
 

فإنه يجب على الأخ السائل أن يتوب إلى الله تعالى مما مضى من مكالمة الفتيات والخروج معهن ومن كل ما ترتب على ذلك مما لا يرضاه الله تعالى، وليراجع في موضوع التوبة الفتوى رقم: 12928، كما يجب عليه أن يتوقف عن ارتكاب هذه الأمور المحرمة وهذا من شروط التوبة، وليستعن بالله تعالى على الثبات على التوبة ثم بالأمور التالية:

 أولا: اجتناب رفقاء السوء، والبعد عنهم تماما، إذ لا يخفى عليه خطر الصحبة السيئة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير. رواه البخاري ومسلم. وفي حديث آخر رواه أحمد وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. ومع ما يمكن أن يجلب أصدقاء السوء لمن يصحبهم، فإنهم يتبرؤون يوم القيامة ممن يصادقهم ويعادونه، قال تعالى: الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين {الزخرف:67}.

ثانيا: الارتباط بأصدقاء الخير الذين إذا نسي ذكروه، وإذا ذكر أعانوه.
ثالثا: التعلق بالمسجد وسماع المواعظ والدروس.

رابعا: تذكر سوء عاقبة المعصية، وما ستكون عليه العاقبة إذا أدركك الموت وأنت على هذا الحال.
 

فإنك إذا اتبعت هذه الأمور صلح حالك إن شاء الله، وسترى أثر ذلك من طمأنينة النفس، والخشوع في الصلاة، والنشاط في الطاعة وفقك الله وسدد على الخير خطاك، ثم إن ارتكاب هذه المحرمات لا يمنع صحة الصلاة ولا قبولها إذا توفرت شروط الصحة الأخرى وكذلك أعمال الخير؛ لكن لا يمكن الجزم بالقبول لأنه لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى. قال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن عند تفسير قوله تعالى: إنما يتقبل الله من المتقين : قال ابن عطية المراد بالتقوى هنا: اتقاء الشرك بإجماع أهل السنة، فمن اتقاه وهو موحد فأعماله التي تصدق فيها نيته مقبولة، وأما المتقي الشرك والمعاصي فله الدرجة العليا من القبول والختم بالرحمة. انتهى.

وعلى الأخ الكريم أن ينصح صديقه الذي لا يصلي ويقنعه بالتوبة إلى الله تعالى ويبين له خطورة ترك الصلاة وليطلعه على الفتوى رقم: 1145، فإن أصر على ما هو عليه من المنكرات المعاصي فلا يصحبنه بعد ذلك، فإن مثل هذا أعدى من الجرب. والله تعالى يقول: فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين {الأنعام: 68}

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات