حكم اعتراض الزوجة على غياب زوجها بسبب وظيفته

0 205

السؤال

أنا زوج أعمل بوظيفة تتطلب مني الغياب عن البيت غيابا كاملا لمدة أسبوع, وفي هذا الأسبوع تكون مسئولية البيت على زوجتي, وهذا العمل هو السبب الرئيسي للخلافات الزوجية بينا منذ أربع سنوات ؛لأن زوجتي لاتستطيع تحمل هذه المسئولية بنفسها, علما بأني أطلب منها اللجوء لأهلي أو أهلها عندما تحتاج في غيابي ولكنها ترفض ذلك, وحل المشكلة هو أن أنتقل من مكان عملي إلى مكان يمكن أن أكون فيه يوميا متواجدا فيه في البيت, مايمنعني عن ترك مكان عملي هو أن تطور حياتي الوظيفية ومستقبلي مرهون بهذا المكان حيث إن ما أطمح للوصول إليه سوف يكون خلال سنتين أو ثلاث سنوات إن شاء الله , ولكن بتغيري لمكان وظيفتي سوف تتأخر السنوات إلى ست سنوات تقريبا لوجود من هم يستحقون التطوير قبلي, وهذه المشكلة تسبب بيننا المشاجرات بشكل كبير يصل إلى مرتين أسبوعيا وأمام الأطفال, حيث لي طفلان أكبرهما عمره ثلاث سنوات ونصف ؛مما سبب تطليقي لها طلقة واحده عندما احتدم الشجار بيننا وبدأت هي بمد يدها علي أولا فكانت ردة فعلي هي أني قلت لها أنتي طالق وأنا غاضب, ولكن بسؤالها لمركز الدعوة والإرشاد أخبروها بأنها تعتبير طلقة رجعية فتركت البيت بحجة أنها مجروحة وطلبت مني أن أتفاهم مع أحد إخوتها ولكن على كيفية اختيار طريقة أرجعها بها وليس لحل المشكلة الرئيسية بيننا, إني أطلب منكم مشورتكم في حل هذه المشكله : هل أترك مكان عملي وبهذا أجعل فرصة تطويري ومستقبلي متأخرة لعدة سنوات أكثر مما خططت له , علما بأن هناك ترقيات حصلت عليها تمهيدا لكي أصل إلى المكان المناسب والذي أطمح إليه بحكم أحقيتي له وقربي منه ؟ أم أبقى في مكان عملي ونبقى على هذه المشاكل والمشاجرات بيننا أمام الأطفال ؟ أم الحل الوحيد هو أن نفترق فلا أخسر أنا مستقبلي ولا هي تعيش في حياة متعبة لا راحة لها فيها كما تقول ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي أن تسود الحياة الزوجية روح الحوار والتفاهم بين الزوجين واحترام كل منهما الآخر ومعرفة ما عليه من حقوق تجاهه ، فإذا كانت هذه المعاني موجودة في الحياة الزوجية ما وجدت مثل هذه المشاكل ، وعلى كل فينبغي التروي وتحري الحكمة في حل هذه المشكلة ، وإذا كانت زوجتك قد حدث منها شيء من التطاول عليك ومد يدها لضربك أو إهانة لك فقد أساءت، وهي بذلك تعتبر ناشزا ، وقد جعل الشرع لعلاج النشوز خطوات يمكنك أن تراجع فيها فتوانا رقم : 1103 ، وما كان ينبغي لك التعجل إلى الطلاق قبل استنفاد الوسائل الأخرى للإصلاح، وراجع الفتوى رقم : 2589 ، وهذا الطلاق قد وقع إن كنت قد تلفظت به وأنت تعي ما تقول ، إذ أن مجرد الغضب لا يمنع وقوع الطلاق ، وراجع الفتوى رقم : 1496 ، وما دامت هذه هي الطلقة الأولى فهي طلقة رجعية تجوز مراجعة الزوجة فيها ما دامت في العدة ، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم : 21438 ، وغيابك عن زوجتك هذه المدة لا يسوغ لها اعتراضها عليك وراجع الفتوى رقم : 10254 ، وما كان ينبغي لها أن تفعل ذلك وهي تعلم أن في استمرارك في هذا العمل مصلحة كبيرة لك ، وفي هذا مصلحتها أيضا في الغالب ، خاصة وأنك قد أوجدت لها البديل وهو بقاؤها هذه المدة مع أهلك أو مع أهلها ، فينبغي أن تطيعك في ذلك أو أن تبقى في البيت مع عيالها إن لم تخش ضررا من ذلك ، فنرى أن تعالج الأمر معها بشيء من التفاهم والحكمة كما ذكرنا سابقا ، فالأمر هين واستعن بالله أولا وآخرا .

والله أعلم .  

مواد ذات صلة

الفتاوى