مشكلة زوجية أدت إلى الطلاق.. الحل

0 251

السؤال

أبلغ من العمر 41 عاما متزوج وعندي ستة أولاد تزوجت قريبة لي بعد إنهائها الثانوية العامة مباشرة وحيث إنني حاصل على درجة البكالوريوس وملتزم بالدعوة وثقافة زوجتي متواضعة مقارنة بي فقد عمدت إلى استعمال أسلوب الضغط لكي تستوعب أمور الإسلام والدعوة بسرعة وذلك من قلة فقهي في ذلك الوقت وأدى الوضع إلى نوع من قسوة في العلاقة بيننا وعلى إثر خلاف مرة وحتى أكسر من شوكتها حتى تلين وذلك من قلة فقهي أيضا وكنت غاضبا قلت لها أنت طالق ثم في نفس اليوم تقريبا أرجعتها .وبعد مضي عامين أو ثلاثة وبينما كنت نائما فتحت التلفاز فطلبت منها أن تغلقه فرفضت وقلت لها أنت طالق إذا لم تغلقيه ولكنها رفضت إغلاقه وخرجت هي من البيت لمدة خمس دقائق تقريبا ثم عادت(والحقيقة في هذه اللحظة لا أذكر إذا علقت الطلاق ام قلت لها أنت طالق المهم رفضت وبعد ذلك راجعتها ربما بعدها بيوم أو نفس اليوم) وبعد اثنى عشر عاما وبعد خروجي من سجن الاحتلال الصهيوني بعد قرابة عام من السجن وكانت نفسيتي غير طبيعية وفي يوم بعد عودتي من العمل ولم يكن لي سوى أيام خارج من السجن وجدت مشاكل بينها وبين ابني الأكبر وتقول إنه لا يطيعها وهو يقول إنها تقسو عليه وقالت لي يا أنا يا ابنك (وهي أمه) فقلت لها أنت طالق بكل هدوء وبعدها ندمت هي وقالت لي ما إذا فعلت دمرت حياتنا ما كنت أظن انك ستتصرف هكذا وحقيقة بعد مراجعتها نفسها بدأت هي في البحث عن مخرج فاتصلت بإحدى صاحباتها التي أخبرها زوجها أن الطلاق البدعي لا يقع وفعلا اطلعت على الفتاوى لابن تيمية حيث يذهب إلى عدم وقوع الطلاق البدعي فراجعتها لأنها وقت الطلقة الأخيرة كانت حائضا علما كذلك على ما أذكر انني لم أطلقها ولا مرة طلاقا سنيا أي في طهر لم أجامعها فيه. ثم وحتى أحتاط أكثر ذهبت للمفتي وقصصت عليه الموضوع فقال لي لا تقربها وأحضرها معك غدا وفعلا أتيت بزوجتي إليه وقال لنا خلاص كل واحد في حاله. فقالت له هذا سيدمر بيتا فيه ستة أطفال وهم متفوقون فقال المفتي هكذا الحال تستعجل الناس وبعدها تبدأ حسابات الأولاد والحقوق المادية وغيرها وبعد أن وجد حرصا عندها على الحياة الزوجية (هذا حسب استنتاجي) قال لي نحن حين تضيق الأمور وحتى لا تتدمر الأسر نبحث عن مخرج فخذ زوجتك وهذه آخر مرة وإذا حدث أي شيء بعد ذلك فسأفرق بينكما. وراجعته بعدها بيومين تقريبا لوحدي حتى أرتاح وأطمئن للفتوى فقال لي أنا بنيت على إسقاط الطلقة الثانية لأنك كنت على الفراش إما نائم أو تريد النوم (لأنني لم أتذكر الموقف بالضبط) وأنت في غير وعيك الكامل. وقال لي بأن الطلاق البدعي لا يقع ولكن لا تأخذ به المحاكم عندنا ورسميا لا نفتي به. فوقف الأمر بي عند هذا الحد ثم في هذه المرحلة وهذا السن أصبح عندي حرص على الدين أكثر فالموضوع ليس موضوع دعوة والتزام فحسب بل أصبح الدين هو حياتي وأنفاسي وتغيرت أخلاقي ومعاملاتي بفضل الله وتوفيقه وأسأل الله الثبات والتوفيق ولهذا أرسل السؤال لكم احتياطا لديني وإرضاء لربي .علما أنني اطلعت قبل يومين تقريبا على نيل الأوطار للإمام الشوكاني حيث يذهب إلى مخالفة الجمهور في هذه المسألة ويقول بعدم وقوع الطلاق البدعي وينقل ذلك عن ابن تيميه وتلميذه ابن القيم. وبعد حادث الطلقة الأخيرة بفترة وبعد مراجعة زوجتي رأيت رؤيا وهي أن هناك مساحة دم صغيرة على قطعة قماش فوق الفرج تقريبا لكن ليست ملاصقة على ما أذكر فاهتزت أو اهتز الدم فأولتها بأن الطلاق البدعي عند الله يقع وإن كنا لا نؤاخذ به من رحمة الله بنا حيث إنني لم أعنف في المنام فعلمت أن الله يريد فقط أن يعلمني الحق عنده في هذه المسألة لأنني أهتم بهذا الموضوع كثيرا(الحق واحد عند الله حسب فهمي وإن اختلفت الاجتهادات حول المسألة عند أهل العلم ) وفي كثير من المسائل المختلف فيها أهتم فيها لمعرفة أين الحق عند الله ولا أدري أهو من التكلف أم لا. أحيانا أفهمها في المنام وأحيانا بإلهام في الحياة نتيجة موقف معين أدقق النظر فيه. وسؤالي الآن هل وضعي الشرعي صحيح مع زوجتي. وسؤال آخر وهذا الدين عظيم فكيف ستؤدي كلمتان(أنت طالق) ثلاث مرات لإنهاء وتدمير بيت يحوي ستة أولاد وكثير من الناس عصبيو المزاج. وفي الحديث كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون.أفيدونا وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
 

فلعلك قد تبين لك بما لا يدع مجالا للشك خطورة التعجل وعدم التروي في حل المشاكل الزوجية، ولماذا التعجل إلى الطلاق على سبيل التحديد؟! ألم يجعل الله سبحانه وسائل للإصلاح قبل اللجوء إلى الطلاق؟ فهناك الوعظ والتذكير والهجر في المضجع وتحكيم العقلاء من الناس، وراجع الفتوى رقم:  2589.

وأما الطلاق البدعي سواء كان طلاقا في الحيض أم غيره فإنه يقع على الراجح من أقوال الفقهاء. وراجع في هذا الفتوى رقم: 8507 ، فالمسألة محل خلاف. ومن استفتيت من أهل العلم عندكم إن كان ممن يوثق بعلمه ودينه فخذ ما أفتاك به ولا تكثر التنقل بين المفتين، فإن هذا قد يوقعك في الشك والحيرة، وراجع الفتوى رقم:33577 ، والفتوى رقم: 50358.

ثم اعلم أن العلم يستمد من الوحي المتمثل في الكتاب والسنة على فهم الصحابة والتابعين وغيرهم من علماء الأمة، والترجيح في المسائل الاجتهادية يكون وفقا لأصول وضوابط الشرع، وأما المنامات أو المكاشفات فيستأنس بها في معرفة الحق ولا يعتمد عليها، ومن الصعب الجزم في مسائل الاجتهاد بكون هذا هو الحق عند الله، ولا ينبغي للمسلم تكلف البحث في ذلك، وحسبه العمل بما تطمئن إليه نفسه، وهذا هو فهم سلف هذه الأمةن وكل خير في اتباع من سلف.

وأما جعل الطلاق سبيلا للفراق فمن شرع هذا الدين العظيم، وهذا الشرع لم يحبذ للزوج تطليق زوجته لأول وهلة، بل جعل الطلاق آخر الدواء، فإذا استحمق الزوج وأوقع الطلاق فقد جنى هو على نفسه ودمر حياة أسرته وليس الشرع هو الذي فعل ذلك، وراجع الفتوى رقم:  18440.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى