فضل وخيرية الصحابة وخطورة الطعن فيهم

0 310

السؤال

إحدى الجيران طلبت من ابنتي كتاب التاريخ لابنتها لغرض المطالعة وعند إعادتة إلينا وجدت أن بعض أسماء الخلفاء الراشدين في نهاية أسمائهم توجد كلمة رضي الله عنه تم شطبها واستبدالها بكلمة لعنه الله مما أثار غضبي انصحوني ماذا أفعل مع مثل هذا الجار والرسول محمد صلى الله عليه وسلم يوصينا بسابع جار وبارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ذكرنا حق الجار والحض على إحسان معاملته في الفتوى رقم: 46583 ،  ومن حقه حب الخير له والسعي في هدايته ومنعه من المعاصي، وقد رهب النبي صلى الله عليه وسلم من لعن من لا يجوز لعنه، وذكر أن اللعنة ترجع على اللاعن، فقد أخرج  أبو داود  عن  أبي الدرداء  قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يمينا وشمالا، فإذا لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن فإن كان لذلك أهلا؛ وإلا رجعت إلى قائلها  . حسنه  الألباني . وعن  سلمة بن الأكوع  قال : كنا إذا رأينا الرجل يلعن أخاه رأينا أن قد أتى بابا من الكبائر . رواه الطبراني وصححه الألباني  .

ولا شك أن الخلفاء  لا يستحقون اللعن فلاعنهم يرجع اللعن عليه بلا شك، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم فضل الصحابة وبين منزلتهم وخيريتهم، ودعا إلى حفظ حقهم وإكرامهم، وعدم إيذائهم بقول أو فعل، وحض على اتباع الخلفاء الراشدين والاقتداء بهم خاصة ، فقال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين:  خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم  . وقال : لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه  . أخرجه مسلم في الصحيح .  وقال أيضا : الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه . رواه الترمذي وأحمد وفي إسناده رجل مجهول . وقال: فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ . رواه ابن ماجه، وأبوداود، وأحمد، والحاكم، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وصححه السيوطي. وروى مسلم قوله صلى الله عليه وسلم: لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا،  ثم قال: كلهم من قريش .  وروى أبو داود عن سفينة قوله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله الملك، أو ملكه من يشاء ، قال سفينة رضي الله عنه: أمسك عليك: أبابكر سنتين، وعمر عشرا، وعثمان اثني عشر، وعلي كذا. كما رواه أحمد والترمذي، وابن حبان وصححه، والطبراني والنسائي وأبو يعلى، وصححه السيوطي والألباني .

فعليك أن تنصحي جارتك وتبيني لها خطورة لعن الصحابة ووجوب محبتهم ووجوب تربيتها عيالها على ذلك وتقومي بواجب الرد عن الخلفاء الكرام ، فإن تبين لك إصرارها على بغض الخلفاء فهذا دليل على تمسكها بأخطر أنواع الابتداع فعليك بالحذر منها وتحذير عيالك من التأثر بعيالها، وواصلي سعيك في هدايتها مع الدعاء لها وبذل شتى الوسائل الدعوية الممكنة في تحقيق ذلك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:  من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة.  رواه  أحمد والترمذي. 

 فهذا في عامة المسلمين فكيف بالصحابة الكرام والخلفاء الراشدين المزكين من الله تعالى ومن رسوله صلى الله عليه وسلم، والذين كانوا يفدون رسول الله صلى الله عليه وسلم بمهجهم وأرواحهم، فمن حقهم علينا أن ندافع عنهم ونبين فساد عقيدة من يسبهم أو ينال من أعراضهم، وأنه مكذب لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم في تزكيتهما لهم حتى نبين بذلك الحق، ونرد الأمور إلى نصابها ونقنع الجاهلين والمغفلين الذين لبس عليهم أهل الأهواء والبدع . 

والله أعلم .  

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة