السؤال
إن الإسلام دين يسر لا عسر، وإن الإسلام منعنا عن المغالاة لأنها تسبب بغض الدين و ...إلخ .و لكن في عصرنا هناك الكثير من التشدد "و خصوصا ضد المرأة و كأنها ليس لها رأي و حق في أي شيء "ربما كانت عبارتي مبالغا فيها حيث لماذا هذا الاحتجاج على حق المرأة في الترشيح و التصويت مع أنه حق لها، فأنا كويتي و لقد تم مؤخرا منح المرأة حق الترشيح والتصويت و لقد فرحت لذلك . و أيضا في السعودية يمنع على المرأة قيادة السيارة (ليس هناك أي دليل على ذاك ) فمن حق المرأة قيادة السيارة . و كلنا نعرف و نؤمن أن الحجاب واجب على المسلمة و هو تغطية الرأس و الرقبة و لكن بعض المفتين قالوا إن تغطية وجه المرأة واجبة، ومن الكبائر كشف وجهها حتى لو كانت مرتدية الحجاب الشرعي و إنني أعتقد أن هذا مغالاة في الدين و أيضا هناك بعض الناس يدعون أن كل من هو غير مسلم ينظر له كأنه مكروه من المجتمع و يجب معاداتهم فهذا خطأ قال تعالى "ولقد كرمنا بني آدم" فإذا عاديناهم كيف ننشر الدعوة لغير المسلمين و نحن نكرههم، و كيف ينظر غير المسلم إلى الإسلام إذا عاديناه، فأنا لدي الكثير من الأصدقاء الذين هم ليسوا مسلمين و هم من أصلح الناس سؤالي هو هل أنا على حق أم لا ؟؟إنني حقا متحير، شكرا لسماعكم لي أرجو أن يكون الرد غير جارح إذا كنت خاطئا في رأيي ،
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الإسلام دين سماحة ويسر فقد قال تعالى: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر { البقرة :185 }، وقال جل وعلا :ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج { المائدة:6}، وفي الحديث: يسرا ولا تعسرا، وفي القاعدة الفقهية : المشقة تجلب التيسير. ونهى عن الغلو فقال تعالى :لا تغلوا في دينكم { النساء :171 }، وفي الحديث: إياكم والغلو، رواه أحمد وصححه الألباني.
وقد كرم الإسلام المرأة وأوجب رعايتها والإنفاق عليها ومراعاة حقوقها، ولها الحق في التصويت وإبداء الرأي وقيادة السيارة مع الضوابط الشرعية، ويدل لذلك استشارة الرسول صلى الله عليه وسلم لأمهات المؤمنين، واستشارة عمر لبعض النساء كحفصة وعائشة والشفاء بنت عبد الله العدوية، واستشارة عبد الرحمن بن عوف للنساء في اختيار الخليفة، وأما ترشحها للقيادة العامة وما أشبهها من الولا يات الكبرى كالوزارة والقضاء فالراجح المنع؛ لما في حديث البخاري: لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة، ويدل لجواز قيادتهن السيارات ما ثبت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من ركوبها الجمال وعدم من يقودهن، إلا أنه جاءت الأدلة بمنع سفرهن وحدهن كما في حديث الصحيحين: لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم.
وأما الحجاب الذي يستر الوجه فقد اختلف في وجوبه على المرأة، وفرق بعضهم بين من تخاف الفتنة بها وغيرها، وما دامت المسألة خلافية فعلى كل من الطرفين إنصاف الآخر، ولا شك أن الأرجح والأحوط هو الستر لأنه أبعد عن الريبة والشبهة، ولأن الفساد منتشر ومستشر.
وأما التعامل مع الكفار غير المحاربين والإحسان إليهم وحب الخير لهم والهداية لهم فهو مشروع، وأما مودتهم فهي محرمة شرعا، وراجع للتفصيل فيما ذكرناه الفتاوى التالية أرقامها : 25510 / 45846 / 47321 / 59983 / 23135 / 3935 / 32047 / 46488 / 59957 / 41704 / 16441 / 8287 / 2185 / 18186 / 50794 .
والله أعلم.