حكم التكسب من العمل في العزف على الناي

0 247

السؤال

ابنى يحب العزف على الناي وليس في نيته أن يأخذها مهنة مع العلم أنه على أعتاب الشباب وأنه يشترك في الحفلات المدرسية وسبحان الله أنه لم يعلمه أحد ولكن عنده تلك الموهبة التي يستطيع من خلالها أن يعزف أي لحن بمجرد السمع مرة واحدة مما جعله محط أنظار معلميه وطلبوا منه تنمية هذه الموهبة بالدراسة وأنا أستحرم هذا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله خيرا على اهتمامك بابنك وحرصك على ما ينفعه وحجزه عما يضره، وهذا هو مقتضى الرعاية التي سيسأل عنها كل راع يوم القيامة كما قال صلى الله عليه وسلم : ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية عل بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم، والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. متفق عليه . وكما في قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون { التحرم :6} 
وهذا العمل الذي يحترفه الابن محرم شرعا ولا يجوز عمله ولا امتهانه مكسبا لخبثه وحرمته، وهو مما يضل الناس ويلهيهم عن طاعة ربهم، وقد قال تعالى :  ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين { لقمان :6 }، قال الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآية: قال ابن مسعود في قوله تعالى ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله  قال: هو والله الغناء، وقد بينا حرمته وحرمة التكسب به في الفتاوى ذات الأرقام التالية :5282  / 6110 ، ولا شك أن من يعمل ذلك العمل أشد جرما ممن يستمع إليه فحسب ولو لم يتخذه مهنة ومكسبا، فعليك أن ترشدي ابنك إلى ما ينفعه وتمنعيه من هذا الأمر المحرم، ولينم مواهبه في غير ذلك من الأمور المباحة التي تنفعه وتنفع أمته، وينبغي تشجيعه على ذلك .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة