التوبة من إفشاء سر الصديق

0 246

السؤال

فقد كنت خاطب فتاة ونصحني صديقي الذي كان يسكن بجوارها بعدم خطبتها لسوء سلوكها في الماضي، ولكني تغاضيت عن ذلك وأقدمت على الخطوبة وقد قلت لها في إحدى المرات الأشياء التي قالها زميلي عنها على أن يظل ما قلته لها سرا بيننا، ولكن لم يرد الله لهذه الخطوبة أن تتم وانفصلنا وحدثت مشاكل كثيرة جراء هذا الانفصال نتيجة لمواجهة أهل الفتاة لصديقى بالكلام الذي قاله لي عنها وطلب مني صديقي هاتفيا عدم الحديث معي ثانية وطلب مني إنهاء صداقتنا وتألمت لذلك كثيرا وندمت على ما فعلت من خطأ وتبت إلى الله وذهبت إليه ليسامحني، ولكنه رفض وقال إنه لن يسامحني أبدا إلا بشرط وهو أن أذهب معه إلى أهل الفتاة وأقول لهم إن صديقي هذا لم يقل شيئا عن ابنتهم وأننى كنت أكذب للإيقاع بينهم فرفضت ذلك بشدة فنهرني ورفض صلحي مرة أخرى، وقال لي إنه لن يسامحني أبدا وإنه يقوم بالدعاء علي فى كل صلاة، مع العلم أنني قد أرسلت صديقا لنا لعقد الصلح، ولكن باءت كل المحاولات بالفشل، والآن لا أدري ماذا أفعل للتخلص من تأنيب الضمير، أفيدوني أفادكم الله على بريدي الإلكترونى؟ وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أنك أخطأت حين أفشيت سر صديقك، بل ذلك ذنب يلزمك التوبة منه، قال في شرح منظومة الآداب: ويحرم على كل مكلف (إفشاء) أي نشر وإذاعة سر، وهو ما يكتم كالسريرة... ولعله يحرم حيث أمر بكتمه، أو دلته قرينة على كتمانه، أو ما كان يكتم عادة، أخرج أبو داود عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا حدث رجل رجلا بحديث ثم التفت فهو أمانة. رواه الترمذي وقال حديث حسن.

وأخرج الإمام أحمد عن أبي الدرداء: من سمع من رجل حديثا لا يشتهي أن يذكر عنه فهو أمانة وإن لم يستكتمه. وفي التنزيل: وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا. وذكر ابن عبد البر الخبر المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أسر إلى أخيه سرا لم يحل له أن يفشيه عليه. انتهى.

فيلزمك التوبة من هذا الذنب، فإذا تبت منه فلا شيء عليك لحق الله عز وجل، فحق الله يؤدى بالتوبة من الذنب، ويبقى حق صاحبك، فحاول استسماحه، فإذا لم يسامحك فأكثر من الصالحات والقربات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات