إذا أصيبت بالوسواس القهري ثم شفيت فهل تخبر خاطبها بذلك

0 420

السؤال

أنا فتاة فى العشرين كنت أعانى منذ فترة من الوسواس القهري و الحمد لله عافاني الله منه بفضله ثم بالعلاج..ولكني مستمرة في تناول الدواء لأن نقص جرعته تؤدي إلى عودة المرض من جديد حيث إن المرض ينتج عن نقص إفراز مادة معينة بالمخ و هذا الدواء يمد المخ بهذه المادةسؤالى هل يجب علي إخبار من يتقدم لخطبتي بهذا؟؟مع العلم بأن الدواء لا يؤثر على حق الزوج في شيء ولكن هناك نسبة لا تتجاوز ال 5% لتوريث هذا المرض الى الأبناء..انا أحسن الظن بالله تعالى و أرجو ألا يصيب أبنائي إن شاء الله ولكن أليس من حق الخاطب تحديد قراره بنفسه..أنا اعلم أن في كل إنسان جينا ما غير مرغوب يمكن أن يؤدى إلى ظهور أي مرض على أولاده بل ربما لا يكون هناك أى شيء و يشاء الله أن يبتلى الطفل بمرض ماولكني لا أحب أن أضع نفسى في الحرج و أقف في هيئة المدافع عن نفسه إن فى هذا إحراجا لي يمكن أن يؤثر على علاقتي بزوجي بعد ذلك مثل شعوره بأنه رضي بي بعيبي و إن لم يقل هذا فأنا حساسة جدا و يؤذيني أن أشعر فقط بأنه يفكر في هذا..ناهيكم عن أن الإخوة في هذا الزمان - إلا من رحم الله- يفكرون بطريقة عملية جدا فهم يدخلون البيت تلو الآخر و ينظرون في بنات الناس حتى يختاروا ما يناسبهم فتلك سمراء و هذه قصيرة و الأخرى شعرها ليس طويلا..الخوهم يبحثون عن الأجمل و الأنسب و الأرق و الأطول والأهدأ..و..و..و بل إن احدهم يدخل أكثر من بيت في ذات الوقت ويرى أكثر من فتاة ثم يقرر أيتهن يختار!!والآخر يدخل أكثر من 40 بيتا من بيوت الملتزمات ولا يجد ضالته ولا حول ولا قوة إلا بالله..والله يا شيخ إنا لنسمع طلبات من الإخوة يندى لها الجبين...فحسبك أن تقول لواحد منهم ما ذكرت لكم من ظروفي حتى يقول لك ما معناه إن البنات كثر فما يجبره على هذا؟والله يا شيخ نحن نعلم هذا عنهم-الا من رحم الله طبعا - ولكننا نعلم أنه ليس لنا غيرهم و أنه ليس لهم غيرنا فلا يمكن ان تتزوج إحدانا من غير أخ ملتزم يرعى الله فيها وهو كذلك لا يطلب إلا الملتزمة لكنهم يتعنتون في ادق التفاصيل بحجة إعفاف النفس بل إن أحدهم طلب ممن تبحث له عن زوجة أن تبحث له عن أخت ملتزمة تشبه ممثلة كان معجبا بها قبل التزامه و ذلك كي يعف نفسه !!والمشكلة يا شيخ أن الاخ عندما يتقدم لأخت لا يكون متمسكا بها فهو لم يرها قط في حياته من قبل..فما أسهل أن يعتذر عندما يسمع عن عيب ما فهى لا تفرق معه عن غيرها أعلم أن هذا هو الصواب و أن من يدخل المنزل ليطلب فتاة عرفها و تحدثا معا و خرجا سويا من قبل قد بدأحياته بمعصية الله..أنا فقط أحببت أن أوضح الأمر أعتذر بشدة عن الإطالة و لكنني أحببت أن أشرح الموضوع بكل تفاصيله و أشكو لك يا شيخ من حال الإخوة اليوم ..أنتظر ردكم ولا تنسوني من صالح الدعاء بأن ييسر لي الله الزوج الصالح و الذرية الصالحة و جزاكم الله عني وعن المسلمين خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فصحيح ما ذكرته من أن من يدخل المنزل ليطلب فتاة عرفها وتحدثا معا وخرجا سويا من قبل يكون قد بدأ حياته بمعصية الله, فالخطيبة قبل أن يتم العقد عليها تعتبر أجنبية, وإن كان الشارع قد رخص في النظر إليها فذلك لم يخرجها عن حكم الأجنبية, ففي الصحيحين عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل.

ثم ما ذكرته عن الإخوة من الدقة في تحديد الوصف الذي يريدون أن تكون عليه الزوجة لا يدل على المثالية فمن يبحث عن المرأة الصالحة الملتزمة لا بد من أن يتغاضى عما يمكنه التغاضي عنه من الأمور البسيطة, ومن طلب صاحبا بلا عيب فيه خرج من الدنيا بلا صاحب, وعليهم أن يضعوا في الاعتبار قول القائل

فمن ذا الذي ترضى سجاياه كلها     *  كفى المرء نبلا أن تعد معايبه

وفيما يتعلق بموضوع سؤالك فإن العيب الذي يجب ذكره للخطيب هو العيب الذي يثبت به فسخ النكاح إذا وجد في الزوجة ، والعيوب التي يثبت بها الخيار ليست محددة على ما رجحه بعض أهل العلم, وإنما هي كل أمر ينفر منه الطرف الآخر ولا يحصل معه المقصود من النكاح.

قال العلامة ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد : والقياس أن كل عيب ينفر الزوج الآخر منه ولا يحصل به مقصود النكاح من الرحمة والمودة يوجب الخيار ... إلخ.

وما ذكرت أنك كنت تعانين منه من الوسواس القهري- والذي قلت إن الله قد عافاك منه - يعتبر عيبا بسيطا خصوصا أنك شفيت منه. وبالتالي فلا يجب عليك ذكره للخطيب. ونسأل الله أن ييسر لك أمرك, وأن يرزقك الزوج الصالح والذرية الصالحة إنه على ما يشاء قدير .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة