شبهات وجوابها حول زنا الرجل والمرأة والتوبة منه

0 155

السؤال

ما هو الديوث؟ هل هو الذي يسمح لبناته وزوجته بالذهاب أينما أردن لأنه يعلم تمام المعرفة بأنهن شريفات؟ أو هو الذي يترك لبناته حرية الحجاب خشية ألا يخلعوه سرا عنه؟ أو هو الذي يحلم بأن تكون ابنته دكتورة في الجامعة (مختلطة)؟ وإذا كان هذا ديوثا.. فلماذا لا يوجه أي انتقاد للذي يرسل ابنه في مقتبل العمر إلى الغرب وهو يعلم أن ابنه سيقع في الفواحش غالبا ؟ ولماذا لا يوجه أي انتقاد للفتاة التي تتزوج من شاب تعرف أنه كان يزني بحجة أنه رجل وأن الماضي لا يهم وبحجة أنه تاب (نعم تاب بعد أن أشبع غرائزه) مع أنه لا يقبل بالزواج من فتاة مثله حتى وإن كانت تائبة؟ولماذا يسمى زنا الشاب زلة والفتاة إذا فعلت مثله فضيحة وعارا ؟ هذا ليس فقط على لسان عامة الشعب بل على لسان علماء المسلمين ؟ ولماذا عندما قلت بأنني أريد شابا خاليا من الفواحش ضحكوا علي وهزؤوني وقالوا لي لن أتزوج أبدا؟ لماذا يستهان بذنوب ويحكى عندها عن التوبة والمغفرة ويقولون أذنب عبدي ودخل الجنة وذنوب أخرى ترى بسببها الغضب على وجوه الدعاة أو "الصالحين"؟ العرض والشرف فقط للنساء ويفعل الشباب ما يريدون ثم يتوبون ويتزوجون من فتاة عذراء؟ أهكذا الذي يريد الدعاة إلى الحق والحجاب وعدم الاختلاط، يصفون أولياء أمور النساء بأنهم خنازير؟ أهكذا الاسلام؟أهكذا الله سبحانه وتعالى؟ لقد بكيت كثيرا عندما قرأت هذا الكلام عن الدياثة كرهت أبي وامتلأ قلبي ضغينة وحقدا على هذه الدنيا وعلى الناس كلهم ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :

فقد بينا من قبل معنى الديوث، ولك أن تراجعي فيه فتوانا رقم: 49407 ، وفتوانا رقم: 56653.

ثم اعلمي أن الذي يرسل ابنه وهو في مقتبل العمر إلى الغرب إذا كان يعلم أن الابن سيقع في الفواحش، فإنه يكون آثما بما فعله، لأن من واجبه وقاية ابنه من العذاب. قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد {التحريم : 6} . واعلمي أن من فضل الله على العباد وسعة رحمته أنه يقبل التوبة من العبد من أي ذنب كان. قال الباري جل ذكره: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر:53}. وروى ابن ماجه عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.  حسنه ابن حجر.

فالشاب الذي كان يزني في الماضي أو الشابة، إذا تاب أي منهما توبة نصوحا ولو بعد أن أشبعا غرائزهما، فإن ذنب التائب منهما مغفور إن شاء الله. وعليه، فلا لوم على الفتاة إذا تزوجت به.

ثم إن الزنا، قد سماه الله فاحشة، سواء كان من فتى أو من فتاة، قال تعالى: ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا {الإسراء:32}.

وسوى الله بين المرأة وبين الرجل في حد الزنا. قال تعالى: الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة {النور: 2 }

وأما ما ذكرته من أن زنا الشاب يسمى زلة، والفتاة إذا فعلت مثله كان ذلك فضيحة وعارا، فإن هذا التفريق ليس من الشرع، وإنما هو في عرف الناس باعتبار أن زنا الشاب مستور في الغالب، بينما زنا الفتاة منكشف لما قد ينجر عنه من حمل أو ذهاب بكارة، مما يجلب العار والفضيحة لها ولأهلها.

والإسلام لم يفرق بين الفتاة وبين الفتى إلا بما يتميز به كل منها من خصائص فلا تبكي ولا تكرهي أباك، وارضي بما قسم لك، هذا ونحذرك من التسخط على الله تعالى، أو أن تنسبي إلى شرعه ما ليس منه، أو تسبي الدعاة إليه وإلى شرعه أو تستهزئي بهم فإن عاقبة ذلك وخيمة ولن تضري بذلك إلا نفسك .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات