ليس بالضرورة أن يكون نزول البلاء عقوبة

0 102

السؤال

أنا متزوجة من خمس سنوات وزوجي يعمل محاسبا وملتزم ويخاف الله جدا في كل تصرفاتة وأنا قريبة منه جدا وأعرف عنه كل شيء فيترك كثيرا من الحلال مخافة الحرام ولكننا ابتلينا بشيء غريب وهو أن أطفالنا لا يكادون يشفون من الأمراض ودخلنا محدود ويضيع كله على الأطباء وأنا مريضة وهو مريض ويذهب بنا أنا وأطفالي للطبيب ولا يذهب هو من أجل أن المال لا يكفي لذلك وفي الفترة الأخيرة وهو يعطينا درس المساء بالمنزل قال لي إني أخاف أن يكون هذا ليس بابتلاء وأن يكون رزقي مشوبا فيريد أن يترك عمله كمحاسب بشركة مقاولات ويعمل أجيرا في الأراضي الزراعية باليومية لأنه يرى أنها من أنقى الأموال بحيث سيكون متأكدا بنسبة مئة في المئة من رزقه وأنا أخشى عليه لأن صحتة وقوته لا تساعدة على ذلك فهل يمكن أن تكون كل هذه المواقف ليست بابتلاء وهي عقاب أم ماذا أرجو الرد علي بصورة واضحة وعدم إرسالي لفتوى سابقة ؟
وجزاكم الله عني وعن زوجي وعن أبنائنا خير الجزاء .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يفرج كربكم، ويشفيكم مما أصابكم؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه ، هذا ولتعلمي أختي الكريمة أنه على قدر إيمان العبد يكون بلاؤه ، وفي الحديث : أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلبا اشتد به بلاؤه . رواه أحمد، وفي الحديث أيضا : إن عظم الجزاء من عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم . رواه الترمذي .

وبهذا تعلمين أن البلاء ليس دائما عقوبة على ذنب يقترفه الإنسان، بل قد يكون لرفع درجاته وزيادة حسناته، أو قد يكون لتمحيص المؤمنين وتمييزهم من المنافقين، أو قد يكون بسبب تصرف الشخص نفسه تصرفا يجر عليه البلاء والمصائب .

وإذا كان عمل زوجك في شركة المقاولات لا يتضمن محاسبة فوائد ربوية ونحو ذلك من المعاملات المحرمة فلا وجه لتركه العمل بها والانصراف إلى عمل لا يليق بحاله وصحته، بل يلزم عمله ويبحث عن سبب مرضه ومرض أهله فيزيله، أو يطلب علاجا له .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات