السؤال
أفيدوني أكرمكم الله:
توفي لي ابن 3 سنوات كان يختلف عن أقرانه من حيث الحركة وميوله إلى القفز والكهرباء وغيرها من الأشياء المضرة وعلمت بعد وفاته من قريب لنا دكتور أنه صرح لوالده أنه يعاني من كهرباء في الرأس ولابد له من علاج ونحن في طريق الخروج من المنزل حيث سبقني للنزول بدقيقة على الأكثر وكان يعتاد النزول إلى من تذهب به إلى الحضانة كل يوم . وخلال الدقيقة كنت (أحمل ابني الرضيع وحقائب معي وأغلق الباب ) وقد قفز أو نظر بشكل عشوائي فوقع في فناء البيت حيث نحن في الطابق الرابع ومات خلال ساعتين . فهل علي شيء اتجاه ابني فلذة كبدي لأنني أحس دائما بتقصيراتجاهه مع أن زوجي ومن حولي يقولون لي هذا قضاء الله وما قصرتى لأنة من الصعب السيطرة الكاملة على طفل بهذه الظروف والطاقة غير العادية وإننا متوقعون أن نسمع إصابته أو وفاته في أي وقت مما كانوا يشاهدون عند زيارتهم .وإذا كان علي فدية فأنا لا أمتلك مالا لأنني ربة منزل ولمن أعطيها وأرتجف خوفا ألا آخذ ثواب صبري على موته لهذا السبب أفيدوني أفادكم الله.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن نوصيك بالصبر، والرضا بقضاء الله وقدره. ونسأل الله أن يعوضك خيرا مما فقدت، وأن يثيبك على ذلك ثواب الصابرين المحتسبين.
واعلمي أن الله قد وعد الصابر على فقد ولده بالجنة، كما في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا، ثم احتسبه إلا الجنة".
ووعده ببيت في الجنة، كما في رواية الإمام أحمد والترمذي من حديث أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: "قبضتم ولد عبدي؟" فيقولون: نعم، فيقول: "قبضتم ثمرة فؤاده؟" فيقولون: نعم. فيقول: "ماذا قال عبدي؟" فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول الله: "ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد".
وفيما يتعلق بموضوع سؤالك، فإن كان الأمر على ما وصفت، فإنا لم نتبين فيه ما يدل على أنه قد حصل منك تفريط أو تقصير في حق ابنك، وبالتالي فليس عليك شيء.
والله أعلم.