تستر من وقع في المعصية بستر الله

0 184

السؤال

أنا فتاة كنت قد استشرتكم في موضوع (2127766 و 2127777 ) ولكن بقيت لدي مشكلة وهو أن ضميري يؤنبني تجاه خطيبي الذي أحبه كثيرا وأشعر دوما بأني أخونه وأعرف في نفس الوقت أني لو صارحته بالأمر لن يغفر لي مهما كان لأنه إنسان متق ويعرف حدود الله، صدقوني إخوتي بقدر محبتي له بقدر ما أتمنى أحيانا أني لم أعرفه ولم أعرف أحدا بعد ما حصل لي ما حصل مع خطيبي السابق الذي كنت قد حدثتكم عنه في المرة السابقة، وإن ما يزيد في تعذيبي أني لا أعرف ما حصل لي بالضبط أي هل فقدت عذريتي أم لا، لأنها كانت أول تجربة لي وكنت متوترة حتى أني لم أشعر بما حصل لي بالتحديد، لو كانت لدي طريقة للتأكد من ذلك لفعلت حتى لا أظلم خطيبي الحالي وأنفصل عنه لأني لا أستطيع وضعه أمام الأمر الواقع كما أني لن أقدر على مواجهته لو انكشف الأمر وبالفعل تبين أني غير عذراء لا قدر الله، إخواني ساعدوني فأملي الوحيد هو أن أجد لديكم حلا عله يخفف عني ما أشعر به من يأس وتأنيب ضمير تجاه خطيبي وعائلتي والله بالدرجة الأولى، سؤالي إخواني هل من طريقة أعرف من خلالها إن كنت عذراء أم لا هذا مع العلم وإني لا أقدر حتى للذهاب إلى الطبيب للكشف عني لأني أجد في ذلك حرجا كبيرا بالنسبة لي ثم ماذا سأقول هل أني عذراء أم لا؟ هذا مع العلم بأنه لدي شعور بأني لازلت عذراء، ولكن يقتلني الشك ثم أني أفضل التأكد من وضعيتي قبل أن أتزوج لأنه لو تبين لي أني فاقدة لعذريتي فسألغي فكرة الزواج نهائيا بدل أن أجلب العار لعائلتي التي طالما عرفت بأخلاقها الكريمة وأخلق مشكلة أنا غير قادرة على مواجهتها، إخواني الأعزء لقد وجدت في هذه البوابه متنفسا حتى أستطيع البوح بهذه المسألة التي لا يعلمها حتى أقرب الناس لي، شكرا لكم مسبقا والرجاء إجابتي في أقرب وقت ممكن لأني أعيش على أعصابي ولم أعد أتحمل ولا أعرف ما أفعل، سامحني الله وأبقى علي الستر وعلى جميع المؤمنين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يذهب عنك الهموم والغموم، وأن يرزقك السعادة والطمأنينة، وانشراح الصدر وقبول التوبة والاستقامة على الصراط المستقيم.

وننصحك ايتها السائلة الكريمة بالإعراض عما تجدينه من وساوس وأوهام فقد تبت إلى ربك وستر عليك، فلا تفضحي نفسك ولا تحدثي خطيبك أو غيره بما كان منك، ففي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله تعالى، وليتب إلى الله تعالى، فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله. رواه الحاكم من حديث ابن عمر، ورواه مالك في الموطأ مرسلا عن زيد بن أسلم.

فاستتري بستر الله ولا تخبري أحدا، وإذا سألك زوجك وكنت فعلا غير بكر فلك أن توري له بأن تقولي له أن البكارة قد تزول بأمور كثيرة كاندفاق الحيض والركوب على الحاد وبالعادة السرية وغيرها، كما قدمنا في الفتاوى السابقة، ولا داعي للتأكد عند الطبيبة أو غيرها لحرمة كشف العورة إلا لضرورة، ولا ضرورة هنا تبيح ذلك، وانظري الفتوى رقم: 61699، 18469.

ولو افترضنا أنك غير عذراء فلا ينبغي لك أن تعرضي عن الزواج لما في ذلك من تعريض نفسك للحرام والاستجابة لوساوس الشيطان فقد يكون زوجك ممن لا يهتم بذلك ولا يهمه ماضي المرء بعد استقامته وصلاح حاله، واعلمي أن أكثر ما تجدينه من وساوس هو من الشيطان فاطرديه عنك بالذكر وقراءة القرآن والتوبة النصوح إلى الكريم الرحمن، وسيجعل لك من أمرك يسرا، ويشرح صدرك لما هو خير لك فهو ولي الصالحين، نسأله سبحانه أن يجعلنا وإياك من أولئك إنه سميع مجيب. وللفائدة انظري الفتوى رقم: 20941.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات