العمل في تصنيع حاسوبات تستخدم في الحرام

0 83

السؤال

أنا طالب أدرس الطب بألمانيا ويلزمني في نفس الوقت أن أعمل حتى أتمكن من دفع ما يلزمني دفعه من إيجار المسكن والتأمين الصحي والمواصلات بالإضافه للكتب والأكل والشرب وما إلى ذلك من مصاريف، ومنذ زمن طويل لم أتمكن من إيجاد عمل منتظم أكسب به ومنه مصاريفي مما أوقعني في الديون التي وصلت إلى أربعة آلاف يورو، ولكنني والحمد لله وجدت عملا منذ حوالي ثلاث أسابيع في شركة تقوم بتصنيع الحاسوبات الألكترونيه وأكسب منه مصاريفي بل ويمكنني تسديد بعض ديوني منه ولكنني أكتشفت وبعد أن أخبروني هناك أن الشركه تصنع هذه الحاسوبات لتبيعها بعد ذلك لأماكن الجنس حيث تستخدم هناك لتعرض عليها أفلام الجنس لمن أراد الدخول هناك ومشاهدة ذلك، والآن أطلب منكم إفادتي رحمكم الله هل أنا واقع في الكسب الحرام أم ماذا فإني محتار في أمري علما بأن الحصول على عمل آخر صعب جدا إن لم يكن مستحيلا ولا بد لي من عمل حتى أواصل دراستي المتعثرة بسبب الديون وبسبب التفكير في كيفية دفع ما يلزمني دفعه ؟
أرجوكم أجيبوني حتى أعلم من أمري صوابا ولا تنسونا من صالح دعائكم حتى يحفظني المولى من كل حرام ويوفقني في دراستي ويجعل عملي وعلمي خالصا لوجهه الكريم وأن أعود إلي بلدي ظافرا موفقا بإذن الله لأكون مفيدا لأهلي والمسلمين في كل مكان.لكم خالص شكري واحترامي وحبي في الله ووفقكم الله لخير العمل آمين.ابنكم وأخوكممحمد عبدالوهاب

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يحفظك ويقيك من الحرام، ويوفقك في دراستك ويجعل عملك وعلمك خالصين لوجهه الكريم، وأن ييسر لك العودة إلى بلدك ظافرا موفقا، وأن ينفع بك الأهل وسائر المسلمين في كل مكان.

وقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن التأمين الصحي مخالف لتعاليم الدين الحنيف. ولك أن تراجع في هذا فتوانا رقم: 3281.

وما ذكرته من أن الشركة التي تخدم عندها تصنع الحاسوبات لتبيعها بعد ذلك لأماكن الجنس، حيث تستخدم هناك لتعرض عليها أفلام الجنس لمن أراد الدخول ومشاهدة ذلك...

أقول: إن العمل في شركة هذه حالها يعتبر إعانة واضحة على الإثم والعدوان، والله تعالى يقول: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب {المائدة:2}.

واعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، قال الله تعالى:  ومن يتق الله يجعل له مخرجا  ويرزقه من حيث لا يحتسب {الطلاق:2-3}.

ودين المرء رأس ماله في هذه الحياة، فلله در القائل:

إذا أبقت الدنيا على المرء دينه   * فما فاته منها فليس بطائل.

وما ذكرته من ضيق الحال ينبغي أن يحملك على التفكير في ترك هذه البلاد والسعي في وسيلة للعيش في بلدك أو أي بلد آخر من بلدان المسلمين.

ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى إنه سميع الدعاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى