السؤال
جاء في شرح حديث إنما الأعمال بالنيات... لشيخنا ابن عثيمين رحمه الله تقسيم للأعمال، فهناك أعمال قلبية وأعمال جوارحية وأعمال نطقية، جاء في شرحه للأعمال النطقية هذه العبارة (لا أعلم شيئا من الجوارح أكثر عملا من اللسان; اللهم إلا أن تكون العين أو الأذن)، فسؤالي نورالله بصيرتكم: هل العينان والأذنان من الأعمال الجوارحية أم النطقية، أفيدونا؟ جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمعلوم أن النطق وظيفة لأعضاء الفم التي هي: اللسان والشفتان والأسنان واللثة واللهاة والحنك والحلق، ومعلوم أيضا أن وظيفة العينين هي الإبصار ووظيفة الأذنين هي السمع.
ثم إن الجوارح ومفردها جارحة، تطلق على أعضاء البدن التي يقع منها كسب، قال في مختار الصحاح: جوارح الإنسان أعضاؤه التي يكتسب بها. وفي لسان العرب: وجوارح الإنسان أعضاؤه وعوامل جسده كيديه ورجليه، واحدتها جارحة، لأنهن يجرحن الخير والشر أي يكسبنه.
ومن هذا يتبين لك أن ما ينسب إلى العين والأذن هو من الأعمال الجوارحية، وكذا ما ينسب إلى اللسان، لأن كل واحد من الثلاثة عضو من أعضاء الإنسان، فهو بذلك جارحة، وقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: لا أعلم شيئا من الجوارح أكثر عملا من اللسان، اللهم إلا أن تكون العين أو الأذن. إنما يقصد به المعنى العام للجوارح الذي يدخل فيه سائر أعضاء البدن.
والله أعلم.