إذا رأى النائم ما يدعوه لفعل الخير فهل يجب عليه فعله

0 201

السؤال

جزاكم الله تعالى كل خير كنت قد سألتكم سابقا عن هل يعلم الجن الغيب ويريه للإنسان حتى يوهمه بالصلاح ورددتم علي بارك الله فيكم وقلتم يجب أن يعرف الإنسان الإلهامات من الإيحاءات وأنا أسأل لأتنور ويرتاح قلبي أكثر فمثلا أن يرى الإنسان أنه سيأتيه طفل ويأتي بعد فترة وأنه سيأتيه مال ويأتي بعد فترة وأمور من هذا القبيل الحسن وقرأت في فتاويكم أن المنامات لا يؤخذ منها حكم شرعي وكنت قد رأيت من فترة في المنام أمرا أن أصلي قيام الليل ولو ركعتين وسوف أجد الخير الكثير حيث إنني كنت أعاني من الفزع ليلا وحيث كنت أحب القيام ومن الفزع لا أستطيع فصرت أجاهد نفسي على ذلك وارتحت كثيرا بعدها فهل مثل هذه الأمور التي لا مخالفة شرعية فيها لا يجب أن نعمل بها أم هي واجبة مثل هذا القبيل ؟
وجزاكم الله خيرا علينا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ما يراه المسلم في نومه من الرؤيا الصالحة التي تتحقق له أو لغيره فهي من الله تعالى، وهي من المبشرات التي لم يبق من النبوة غيرها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : الرؤيا الصالحة من الله . رواه البخاري وغيره ، وقال صلى الله عليه وسلم : لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له . رواه مسلم . وعلى ذلك فإن من يرى أو يرى له أنه سيرزق طفلا أو ما أشبه ذلك من المرائي الحسنة فنرجو أن يكون من الله تعالى .

وأما رؤياك من يأمرك بصلاة الليل، وأنك تجدين على ذلك خيرا كثيرا فنرجو أن تكون رؤيا خير وبركة لك، وأن تحافظي على قيام الليل لما فيه من الخير الكثير والثواب الجزيل من الله تعالى، وهو تربية النفس وصحة للجسم ، فقد وصف الله عباده المتقين بالإحسان في الدنيا وأنهم كانوا لا ينامون من الليل إلا أقله فقال : إن المتقين في جنات وعيون * آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين * كانوا قليلا من الليل ما يهجعون {الذاريات: 15 ـ 17 } وقال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر : نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل، فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلا . متفق عليه .

وقيامك من الليل بناء على رؤياك لا يعني أن حكم قيام الليل مبني على الرؤيا؛ لأن قيام الليل مشروع أصلا بالكتاب والسنة والإجماع ، ولذلك ينبغي لك أن تحافظي عليه ما استطعت إلى ذلك سبيلا، فأمر الرؤيا يعد من باب الترغيب في الخير وليس الوجوب ، وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلعي على الفتاوى : 31518 ، 9569 ، 78699 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة