السؤال
وقع خلاف حاد بيني وبين أهل زوجي وعليه انقطعت علاقتي بهم تماما ولكن أثناء الخلاف قالت أم زوجي إنها ستقوم بأخذ طفلي مني فى حالة انفصالي عن زوجي، وللحق فقد أفزعني مجرد التفكير فى أن طفلي بعيد عني، ولكن زوجي يريد أن يذهب بطفلي إليها لزيارتها وعلى كل ذلك لم أمانع، ولكن بشرط أن أنتظرهم بالسيارة حتى ترى الطفل وآخذه ويبقى زوجي مع والدته مثلما يشاء ولكن زوجي رفض ذلك، وقال إنه يريد قضاء اليوم بطوله مع أمه بصحبة طفلي، علما بأن ابني لم يتم العشرة شهور ولا يستطيع البعد عنى مدة طويلة لذلك رفضت فقال لي زوجي أنني أأثم بهذا الفعل إذ إني أحرم ابني من جدته وأنني بذلك استحق غضب الله علي، ولكني والله وعلى الرغم من خلافي معها ألا أنني لا أريد أن أقطع صلة رحم ابني بأهله، فأفيدوني أفادكم الله وإن كنت على حق برجاء توجيه كلمة لزوجي؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنرى أن المسألة لا تستحق هذا الشجار، بل ينبغي أن يكون تداول الرأي بينكما في ظل المحبة والمودة، وفي رحاب الحياة الزوجية المستظلة بظل الإسلام، ولا مانع من بقاء الطفل يوما أو أكثر عند من يرعاه ويهتم به، وقد كان العرب يبعثون بأبنائهم إلى البادية، ويتولى إرضاعهم مرضعات من نساء البادية، فلا يضرك أيتها الأخت الكريمة إن بقي ولدك عند جدته ساعات من نهار، وجدته لن تقصر في رعايته، فلا ينبغي أن تثار قضية، وأن يحدث نزاع بسبب هذا الأمر السهل الهين، ومن حق والد الصبي أن يحمل صبيه معه إلى أمه، وفقكم الله وألف بين قلوبكم.
وننصحك بتجاوز الخلافات التي بينك وبين أم زوجك، ولو كانت هي من أساء، وتذكري دائما قوله تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم {فصلت:34}، وإصلاح ما بينك وبين أم زوجك مما يرضى زوجك، ويزيدك محبة عنده.
والله أعلم.