السؤال
ذهبت أنا والوالدة إلى أحد الأشخاص الذين يدعون العلاج، فسألها عن شكواها، فقالت له: صداعا شديدا، فقال لها: اجلسي بجواري، ثم وضع يده على رأسها، وبدأ يقرأ، وبعدما انتهى من القراءة، قال لها: أنت مسحورة، فسألته الوالدة أن يحدثها عن السحر، فقال لي: اخرج من الغرفة، وانتظر أمك في الخارج، مع العلم أن أمي لا تقرب له، وقبل أن نذهب إلى الشخص، أثبتت التحاليل الطبية أن أمي مصابة بكيس مائي في مخها، علما أني لم أوافق على ذهاب أمي إلى الشيخ.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن هذا الرجل الذي يدعي العلاج، قد أساء حينما قال لك: اخرج، وقد أخطأت حين خرجت، وتركت أمك وحدها معه؛ لأنه لا يحل له الخلوة بها، حيث إنه ليس من محارمها.
والواجب على المسلم أن يتأكد ممن يدعون العلاج، هل هم يعالجون بالقرآن، والسنة -أي: بالرقية الشرعية- أم لا؟ حيث إنه لا يجوز الذهاب إلى السحرة، أو الكهنة، أو العرافين، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أتى كاهنا، أو عرافا، فصدقه فيما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه أحمد، والحاكم. وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى عرافا، فسأله عن شيء، فصدقه، لم تقبل له صلاة أربعين يوما.
وعلى أية حال؛ فبما أنك لم تكن موافقا على ذهاب والدتك إلى ذلك المعالج، فنرجو أن يعفو الله عنك.
أما ما ذكرته بخصوص التحاليل الطبية لحالة الأم، وأنها مصابة (بكيس مائي في مخها)، فلعل هذا المرض هو الذي يسبب الصداع، ولا يتعلق الأمر بالسحر.
ويمكنك مراجعة الأطباء مرة أخرى -نسأل الله لوالدتك الشفاء، والعافية-.
والله أعلم.