السؤال
أنا أعمل لدى الدولة وعملي مقتصر على التصاميم الإعلانية وتمر علي أيام لا يوجد لدي عمل فهل أكون آخذا راتبي بالحرام علما أنني عندما يأتيني عمل لا أتقاعس عن أدائه وإمرار يحاولون أم أعمل على طباعة الكتب وهو غير مجال عملي والأهم أنني لا أستطيع القيام بهذا العمل لأنه فوق قدرتي الصحية فانا لدي آلام في رقبتي ويدي فهل رفضي للعمل بهذا المجال كتابة الكتب على الكمبيوتر يكون في راتب حرام؟ أفيدوني وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمرجع في الحكم على رفضك لهذا العمل من حيث الجواز وعدمه هو العقد الذي بينك وبين جهة العمل، فإذا كان التعاقد معهم قد وقع على تصميم إعلانات، فلا حق لهم أن يطالبوك بأداء عمل آخر غير الذي تعاقدت عليه، ولو مكثت بدون عمل أياما؛ لأنك في حكم الأجير الخاص، والأجير الخاص إذا سلم نفسه للمستأجر ولم يمتنع عن العمل استحق الأجرة كاملة، سواء كلف بعمل أو لم يكلف، قال الزيلعي الحنفي في تبيين الحقائق : الخاص يستحق الأجر بتسليم نفسه في المدة وإن لم يعمل . انتهى
أما إن كان التعاقد قد وقع على العمل على الكمبيوتر بما يشمل فما طلب منك هو داخل في نطاق هذا العقد ويلزمك الوفاء به، وإذا كنت عاجزة عن ذلك لظروفك الصحية كان لهم الحق في فسخ العقد معك.والأصل في ذلك كله هو قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود{المائدة: 1} وقوله صلى الله عليه وسلم: المسلمون عند شروطهم فيما أحل رواه الطبراني.
ونسأل الله لنا ولك التوفيق إلى ما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.