السؤال
أنا امرأة في الثلاثين من عمري تزوجت لأول مرة وأنا صغيرة من شاب لا يصلي حاولت نصحه ولكن لم ينتصح بل أمرني بخلع الحجاب ومجاراته في لهوه فرفضت وأصررت على رفضي حتى طلقت منه بعد 6 سنوات ولله الحمد. تزوجت للمرة الثانية من رجل طيب بار بوالديه والكل يحبه بسبب أخلاقه وشهامته. المشكلة هي أنه أيضا متقطع في صلاته ولكنه يحاول أن يظهر دائما بأنه من المصلين . وكثيرا من المرات التي يصلي فيها مع جماعة يختارونه ليكون إماما لهم. وأنا لا أريد أن أفضحه بل أريد له الهداية ولكن لا أملك الشجاعة لأصارحه في الموضوع لأنه سينكر بالتأكيد بما أنه يصلي من حين لآخر. وما زاد المشكلة انه أجرى عملية في ركبته وأصبح لا يذهب لصلاة الجمعة ويتحجج بخجله من أن يصلي على كرسي. وانا أخاف أن يقتدي أبناؤه به رغم أنه دائما يوبخهم إذا أضاعوا الصلاة رغم أن ذلك هو ما يفعله هو.لا أدري ماذا أفعل ، أنا إنسانه طيبة أراعي الله سبحانه ودائما أقول بأن هذا هو ابتلاء من الله ليختبرني وليس غضبا منه علي . فهل آثم لما أنا فيه من صراع؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يثبتك على دينك والتزامك، وأن يصلح لك زوجك، وأن يجزيك خيرا على ما تقومين به من نصح لزوجك وإرشاد له، ولا يجوز للمسلم بحال من الأحوال أن يتخلف عن صلاة الجمعة إلا إذا كان معذورا بعذر مما سبق ذكره في الفتوى رقم: 32811، والفتوى رقم 58014.
ولا ندري والله كيف يكون الحياء مانعا من أداء ما فرض الله، فإن الحياء الشرعي هو الذي يمنع الإنسان عن التقصير في حق الله وحق عباده، وأي عيب في أن يصلي الإنسان على الكرسي وهو مريض عاجز، فينبغي أن تحذري زوجك من التفريط في الجمعة، فإن الله تعالى يقول: يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون {الجمعة:9} ، ويقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين، رواه مسلم.
واعلمي أختنا الكريمة أن محاولة ظهور زوجك بأنه من المحافظين على الصلاة دليل على وجود الخير فيه، فاجتهدي في نصحه وتذكيره بالكلمة الطيبة اللينة.
وأما قولك: (وأنا لا أريد أن أفضحه، بل أريد له الهداية، ولكن لا أملك الشجاعة لأصارحه في الموضوع، لأنه سينكر بالتأكيد)، فإن كنت تقصدين فضيحته بأن تنشري بين الناس أنه لا يصلي بانتظام فهذا لا يجوز لك، وليس في هذا أي مصلحة شرعية، بل الواجب نصحه وتذكيره كما سبق.
وأكثري من الدعاء لزوجك وأولادك بالخير والهداية والصلاح، واعلمي أن الله لن يخيبك ولن يضيع مسعاك، ولا شك أن الحياة كلها ابتلاء، فعليك بالصبر والتحمل.
والله أعلم.