السؤال
ما مدى صحة الحديثين المنقولين عن رسول الله صلى عليه وسلم ؟ وما تفسيرهما ؟ : ((سافروا تغنموا )) و (( نوم العالم أفضل من عبادة الجاهل )) بارك الله فيكم
ما مدى صحة الحديثين المنقولين عن رسول الله صلى عليه وسلم ؟ وما تفسيرهما ؟ : ((سافروا تغنموا )) و (( نوم العالم أفضل من عبادة الجاهل )) بارك الله فيكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد روى هذا الحديث البيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سافروا تصحوا وتغنموا. وهو بهذا اللفظ في مسند الشهاب. وقد حكم الشيخ الألباني على هذه الرواية بالنكارة، انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة، الحديث رقم: 255. ورواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: سافروا تصحوا، واغزوا تستغنوا. وقد صحح هذه الرواية الشيخ الألباني في كتابه سلسلة الأحاديث الصحيحة، الحديث رقم: 3352، ورواه الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سافروا تصحوا وتسلموا. وهذا الحديث يبين شيئا من فوائد السفر، قال المناوي في فيض القدير عند شرحه لهذا الحديث سافروا تصحوا وتغنموا: قال البيهقي: دل به على ما فيه سبب الغنى، ومما عزي للشافعي: تغرب عن الأوطان في طلب العلا * وسافر ففي الأسفار خمس فوائد تفرج هم واكتساب معيشة * وعلم وآداب وصحبة ماجد وهذا فيما يتعلق باللفظ الأول. وأما اللفظ الثاني وهو: نوم العالم أفضل من عبادة الجاهل فلم نجد له أصلا، وقد ذكر الملا علي قاري في كتابه الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة هذا الحديث بلفظ: نوم العالم عبادة. وقال بعده: لا أصل له في المرفوع هكذا؛ بل ورد: نوم الصائم عبادة وصمته تسبيح وعمله مضاعف ودعاؤه مستجاب وذنبه مغفور. رواه البيهقي بسند ضعيف عن عبد الله بن أبي أوفى. لكن روى أبو نعيم في الحلية عن سلمان رضي الله عنه: نوم على علم خير من صلاة على جهل. ففي الجملة من كان عالما فنومه عبادة لأنه ينوي به النشاط على الطاعة. ومن هنا قيل نوم الظالم عبادة لأن تلك السنة عبادة بالنسبة إليه في ترك ظلمه. انتهى وذكر مثل هذا المعنى العجلوني في كتابه كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس. والله أعلم.