حكم من قال لزوجته (هتكوني محرمة علي إلى يوم الدين)

0 246

السؤال

أنا متزوج ومقيم بالكويت وامرأتي مقيمة بمصر ومتزوج منذ 10 أشهر فقط . وللأسف كان زواجي سريعا جدا جدا بمعنى أني نزلت مصر في إجازة وتم كل شيء الخطوبة وكتب الكتاب ودخلت بها في الكويت لفترة شهر ونصف فقط وبعد ذلك نزلت إلى مصر لعدم ارتياحها في البلد وعدم تلبية كل أوامرها مثل الشراء والتسوق وهذه الأشياء وعدم ثقتها فالمرتب الذي أتقاضاه والكثير والكثير من المشاكل وللأسف عدم طاعتها لي في كثير من الأمور مثل الحجاب وطريقة لبسها وعدم الاهتمام بالبيت والكثير وأيضا العناد الزائد .. وعندما نزلت مصر في أول شهر كانت الأمور عادية إلى حد ما بعد شهر بدأت المشاكل الكثيرة فعدم سماع الكلام وعدم الطاعة والتكبر والعناد وفي يوم اتصلت بها حوالي 8:50 ليلا وسألتها أين أنت قالت لي أنا مع صديقة لي بالشارع قلت لها لا تتأخري قالت لي نحن في الصيف بدأت أغضب فقلت لها لا تتأخري عن 9:30 ليلا قالت لي لا إحنا في الصيف قلت لها اقسم بالله لو ما رجعت قبل التاسعة والنصف هتكوني محرمة علي ليوم الدين .. أنا اعلم أني مخطئ لكن أقسم بالله العناد والإصرار على رأيها هو الذي فعل بي كل هذا .. مع العلم أني لا أعرف متى رجعت وأنا متأكد تمام الثقة أنها رجعت بعد هذا الميعاد لمجرد العناد .. وأنا أفعل كل هذا لخوفي عليها لأنها تسكن في 6 أكتوبر القاهرة يعني منطقة ساكنة إلى حد ما وبعد النظر عن كل هذا من المفروض سماع الكلام ولكن العناد مؤثر عليها بطريقة لا يستحملها أحد، وللأسف أبوها وأمها وأخوها ليسوا مسيطرين على هذا الموقف لأنها مقيمة معهم حاليا مع العلم أنها لا تكلمني إلى الآن، يعني منذ شهر تقريبا ولا حتى تسأل علي ولا أي شيء وأنا لا أعلم ماذا أفعل ولا أعلم هل هذا الكلام تعتبر به هي طالق أم لا ..؟ أرجو الإجابة ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
 

فإن كنت قصدت بقولك (هتكوني محرمة علي إلى يوم الدين) أنها تطلق أو تكون مظاهرا منها بمجرد تأخرها عن الوقت المحدد.. فإنه قد وقع ما نويت لوقوع المعلق عليه وهو تأخرها، وإن كنت قصدت أنها إن تأخرت ستطلقها أو تظاهر منها فهذا تهديد بذلك ووعد به، ولا يلزمك ما لم توقعه . هذا من حيث الإجمال.

وتفصيله أن قولك (هتكوني محرمة علي إلى يوم الدين) لفظ محتمل، فلا يتحدد إلا بمعرفة القصد والنية .إذ يحتمل التنجيز بمعنى أنها بمجرد تأخرها يحصل المعلق عليه من طلاقها أو ظهارها، ويحتمل الوعد بذلك وأنك ستوقعه عليها إن تأخرت، قال ابن القاسم في حاشيته على تحفة المحتاج فيمن قال لزوجته( تكونين طالقا) هل تطلق أم لا؟.لاحتمال هذا اللفظ الحال والاستقبال, وهل هو صريح أو كناية , قال: الظاهر أن هذا اللفظ كناية... لأنه يحتمل إنشاء الطلاق  والوعد به . انتهى منه بتصرف.

كما أن لفظ التحريم يحتمل الظهار والطلاق واليمين وذلك ما بيناه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 97293، 43663،  كما بينا أيضا الخلاف في الطلاق المعلق في الفتوى رقم: 3795، وبناء عليه.. فمرد ذلك إلى قصدك ونيتك، وينبغي عرض المسالة على القاضي مباشرة ليستفصل عن ذلك ويحكم بما يلائم القصد ويتفق مع الواقعة.

وننبه إلى أن عصيان المرأة لزوجها وعدم طاعتها له وامتثالها لأوامره نشوز، وقد بينا سببه وكيفية علاجه فانظره في الفتويين: 9904، 17322. ولمزيد من الفائدة عن كيفية حل الخلافات الزوجية ومسؤولية كل من الزوجين في ذلك انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 4180، 53593، 58597.  

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة