السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
ما هو الرد على ما يلي، وما هو حكم من يعتقد ذلك ويدعو إليه، يقول تقي الدين النبهاني في كتابه المسمى الشخصية الإسلامية (الجزء الأول: القسم الأول ص/71 ـ 72) ما نصه: وهذه الأفعال ـأي أفعال الإنسان ـ لا دخل لها بالقضاء ولا دخل للقضاء بها، لأن الإنسان هو الذي قام بها بإرادته واختياره، وعلى ذلك فإن الأفعال الاختيارية لا تدخل تحت القضاء اهـ، ويقول في نفس الكتاب (الجزء الأول: القسم الأول: ص/74) ما نصه: فتعليق المثوبة أو العقوبة بالهدى والضلال يدل على أن الهداية والضلال هما من فعل الإنسان وليسمن الله ا.هـ، وكذا يذكر في كتابه المسمى بـ: نظام الإسلام (ص 22)؟ جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذه الأقوال الفاسدة تعتبر من مذاهب أهل الأهواء والبدع، وقد رد عليها أهل العلم قديما وحديثا وسبق لنا الرد عليها بالتفصيل في عدة فتاوى هي تحت الأرقام التالية: 19724، 17236، 79824 بإمكانك أن تطلع عليها.
ويكفي في الرد عليه باختصار آيات محكمات من كتاب الله تعالى منها قول الله تبارك وتعالى: والله خلقكم وما تعملون {الصافات:96}، وقوله تعالى: إنا كل شيء خلقناه بقدر {القمر:49}، وقوله تعالى: وما تشاؤون إلا أن يشاء الله {الإنسان:30}، والثواب والعقاب يكونان على عمل العبد الذي فعله باختياره دون اضطراره أو نسيانه، فإن الله عز وجل بين لعباده طريق الخير كما بين لهم طريق الشر وترك لهم الاختيار، فقال الله تعالى: وهديناه النجدين {البلد:10}، وقال تعالى: فألهمها فجورها وتقواها {الشمس:8}، فمن سلك طريق الخير نال الثواب ومن سلك طريق الشر باختياره نال العقاب، ولا يعني ذلك أن شيئا من فعل العبد وإرادته ومشيئته خارج عن إرادة الله تعالى ومشيئته، فالله تعالى يقول: وما تشاؤون إلا أن يشاء الله {الإنسان:30}، ولكنه جعل للعبد مشيئة خاصة تحت مشيئته سبحانه وتعالى.
وترتب الثواب والعقاب على الطاعة والمعصية لأنهما من كسب المكلف الذي أعطاه الله عقلا يميز به بين الحق والباطل... فاختار أحدهما بمحض إرادته واختياره، وذلك لا ينفي خلق الله تعالى لفعل هذا العبد فإنه فعل الفعل بإرادة قلبية وقدرة بدنية، والله تعالى هو خالق تلك الإرادة والقدرة، فالخالق للسبب هو الخالق للمسبب، وننصحك بتقوى الله تعالى وعدم الخوض في مثل هذه الأمور، لأنها كما قال أهل العلم مضلة للأفهام ومزلة للأقدام.. وربما يؤدي الخوض فيها بصاحبه إلى الزيغ والضلال.. نسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياك على دينه.
والله أعلم.