السؤال
زوج لا يمسك القرآن للقراءة منه بالرغم من أنه يحفظ كثيرا من القرآن، وكذلك لا يحافظ على الصلاة في وقتها أو في جماعة المسجد، ويسهر مع رفاقه في لعب الورق وشرب الدخان والقيل والقال وغيرها مما لا تعلمه زوجته من جلساتهم فما حكم ذلك، وماذا تستطيع أن تفعل معه، بالرغم من أنها تنصحه دائما وتتودد له، ولكن يقول أنا أفعل ما أشاء، من أعجبه كان به ومن لا فلا، ولا أحد يملي علي أوامره، حتى والداه فهو لا يحسن إليهم وخصوصا والدته، فما رأيك فضيلة الشيخ في ذلك؟
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
كل ما ذكر من التهاون بالصلاة في الوقت والتهاون بالصلاة في الجماعة وشرب الدخان وعدم الإحسان إلى الوالدين ولا سيما الأم مخالف لما أمر الله تعالى به، ومرتكبه عاص لله تعالى، والذي ينبغي فعله تجاه هذا الرجل هو تقديم النصح له حسب الإمكان بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا ينبغي لزوجته أن تدخل معه في شجار يؤدي إلى تفكك الأسرة ونحو ذلك، ومن فعل ما في وسعه من نصح وإرشاد فقد أدى ما عليه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن القراءة من المصحف مستحبة وليست واجبة، ولا ينبغي لمن يحفظ شيئا من القرآن أن يترك تعاهده، لأن ذلك هجر له وسبب لنسيانه الذي يعتبر خطيئة، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتعاهد القرآن، ففي صحيح مسلم عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها. وقال أيضا: عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها. رواه الترمذي وأبو داود، وضعفه الألباني، إلا أن نسيان القرآن بسبب ترك تعاهده من الذنوب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: فإن نسيان القرآن من الذنوب. انتهى. بل عده بعض السلف من كبائر الذنوب، كما ذكر الحافظ ابن حجر، والمراد تعمد نسيانه والتسبب في ذلك، لكن الأدهى من هذا كله هو التهاون بالصلاة في الوقت والتهاون بالصلاة في الجماعة، فقد توعد الله الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها، فقال تعالى: فويل للمصلين* الذين هم عن صلاتهم ساهون {الماعون:4-5}، قال المفسرون عند تفسير هذه الآية من سورة الماعون أن من هؤلاء الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها، كما أن صلاة الجماعة للرجل فرض عند بعض أهل العلم، والتخلف عنها من غير عذر معتبر شرعا من خصال النفاق.
ثم إن عدم الإحسان إلى الوالدين كبيرة من كبائر الذنوب والعياذ بالله تعالى، فإن الله أمر بالإحسان إليهما ووصى بذلك في العديد من الآيات ولو كانا غير مسلمين، ولا سيما الأم، فإن لها مكانة خاصة وبرها آكد من بر غيرها، بدليل تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم على برورها ثلاثا، وفي الرابعة قال: أبوك، وفي سنن النسائي وغيرها أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك، فقال: هل لك من أم، قال: نعم، قال: فالزمها، فإن الجنة تحت رجليها. والحديث صححه الألباني.
وللمزيد من الفائدة فيما يتعلق بسائر المواضيع المذكورة في السؤال يرجى الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 70087، 59016، 31193، 1819.
والله أعلم.