السؤال
لدي أخت منذ عام 1995 على إثر أزمة نفسية بدأت تتنبأ بأشياء تتحقق في أغلب الأحيان وصرنا نطلب إليها أن تتنبأ لنا بأشياء أو توجهنا في علاج بعض الحالات أو الاستخارة ببعض المواضيع وكنا نرى بما تقوله خيرا . . علما أن لديها من العمر الآن 29 . ولا تتكسب بما تتنبأ . فما حكم الشرع بذلك أفيدونا أفادكم الله.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن الكشوف قد تصدر من البر والفاجر، والمؤمن والكافر، فإن الجن تسترق السمع وتلقيه على أذن الإنسي، فلا بد من اختبار صاحب الحال بالكتاب والسنة، فمن وافق حاله كتاب الله وسنة رسوله فهو رجل صالح، سواء كاشف أو لم يكاشف، ومن لم يوافق فليس برجل صالح، سواء كاشف أم لا، قال الشافعي رحمه الله: إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء ويطير في الهواء فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة.
وعليه، فنوصيكم بالحذر من تماديكم وتمادي أختكم في مثل هذه الوجهة الاستطلاعية؛ لأنها تصب في مستنقع الكهنة والعرافين، فتهوي بصاحبها مهاوي الزيغ والارتداد. والغيب استأثر الله بعلمه، فالتعلق بمعرفته مفض إلى الخروج عن الملة؛ لأن علم الغيب من خصوصيات علام الغيوب، ودعواه تستلزم تكذيب القرآن الكريم، قال تعالى:
قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله {النمل:65} وقال تعالى: وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو {الأنعام: 59}. وقال تعالى: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول {الجن: 25-26}. وقال تعالى مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم: قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء {الأعراف: 188}. وروى الإمام مسلم عن عائشة قالت: ومن زعم أنه صلى الله عليه وسلم يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية، والله يقول: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله.
فبادروا إلى التوبة مما أنتم فيه، وجنبوا أختكم الوقوع في التهلكة.
والله أعلم.