الفصل الأول
طبيعة المعرفة وإشكاليات التعاطي مع العلوم
في المجال العربي والإسلامي
المعرفة بصفتها فاعلية ذهنية ومنتجا عقليا هـي من الأمور المركبة، التي يتداخل فيها النسبي بالمطلق, والخاص بالعام, والذاتي بالموضوعي والوهم بالحقيقة, والزيف بالصدق, حتى ما يستنبط منها في ضوء النصوص الدينية «الصحيحة» هـو ليس بمنأى عن تلك الإشكاليات؛ لهذا تظل المعرفة بمجملها بحاجة إلى المراجعة والتقويم
( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) (الإسراء:85) .
وحيث إن المعرفة الوضعية في فضاء تداولها العربي والإسلامي المعاصر تظل معرفة منقولة بمعظمها عن حضارات الآخرين, فإن ذلك سيضيف أسبابا أخرى لإثارة الإشكاليات المذكورة, وهو ما يقوي دعوى ضرورة المراجعة والتقويم.
[ ص: 29 ]