الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منذ أن أصبت بالفصام وأنا أشعر بتنميل في رأسي!

السؤال

السلام عليكم.

بسبب الدراسة، والرسوب، وتدخل الأهل في حياتي، أصبت بالفصام عام 1997، ومنذ ذلك التاريخ أعاني تنميلاً في الرأس، وأخذت كل الأدوية: اوراب، ستلازين، ريسبريدال، وسافينيز، ولكني مواظب منذ أكثر من عشر سنوات على الموديكيت، وحاليا آخذ الفلونكسول، ولقد عملت رنينًا مغناطيسيًا على المخ، وكان كل شيء طبيعيًا، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ... حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فحقيقة أنا سعيد جدًا لتسلمي رسالتك هذه؛ لأنها احتوت على معلومات جيدة وواضحة، وذلك بالرغم من معاناتك من مرض الفصام، الذي أسأل الله تعالى أن يزيله عنك.

أخي الفاضل الكريم: أنت -والحمد لله- رجل مستبصر، ومدرك لطبيعة مرضك، وهذا في حد ذاته يشجع على أن العلاج سوف يفيدك -إن شاء الله-، ونصيحتي الأساسية لك هي: أن تتناول الأدوية بانتظام، والأدوية التي تتناولها هي أدوية جيدة، والفلوناكسول يعتبر من مضادات الفصام الممتازة جدًا.

والأدوية القديمة مثل: الأوراب، والاستلازين، هي أدوية فعالة أيضًا، وإن كان يعاب عليها أيضًا أنها قد تؤدي إلى بعض الآثار الجانبية، وبعد ظهور الرزبريادون أصبح هو البديل الرئيسي للأدوية القديمة، وعمومًا أود أن أشجعك على الالتزام بتناول العلاج؛ لأن هذا هو الأمر المهم، والضروري جدًا.

بالنسبة لما تعاني منه من تنميل في الرأس: هذا ناتج من انقباضات عضلية بسيطة، ويعرف بأن عضلة فروة الرأس هي عضلة كبيرة جدًا، وعضلة متشابكة، وبعض الأحيان قد يحصل هذا النوع من التنميل، والذي ينتج من انقباض العضلات، وقد وجد أن ممارسة الرياضة مفيدة جدًا، وقد تستغرب لهذا، ولكن هناك دراسات كثيرة جدّاً أفادت أن الرياضة تؤدي إلى استرخاء عضلي، ومن ثم يختفي هذا التنميل -إن شاء الله تعالى-.

كما أني أنصحك بأن تنام على وسادة خفيفة؛ لأن النوم على مخدة مرتفعة، أو مخدتين، يؤدي إلى ارتخاء في عضلات الرقبة، وهذا يؤثر على العصب الذاهب إلى فروة الرأس؛ مما يجعل الإنسان يحس بتنميل في الرأس..؛ هذا أيضًا نوع من التحوط الذي أنصحك به.

أريدك -أيها الفاضل الكريم- أن تعيش حياتك بصورة طبيعية، وأن تذهب إلى عملك، وعليك بالتواصل، وزيارة الأهل، والاشتراك في كل النشاطات الاجتماعية، ولا شك أنك حريص على أداء صلاتك في المسجد، وهذه كلها نشاطات مهمة وضرورية جدًا لما نسميه بالتأهيل، والتأهيل هو أن يحافظ الإنسان على مهاراته، وأن يطورها.

الدواء يساعد كثيرًا في التحكم في الأعراض النشطة لمرض الفصام، وأقصد بالأعراض النشطة هي الأفكار المزعجة للإنسان، أو الأصوات التي قد يسمعها، أو الظنان والشكوك، ويبقى بعد ذلك أن يؤهل الإنسان نفسه بأن لا يستكين، وأن يكون نشطًا، وأن يمارس الرياضة كما ذكرنا، وأن يداوم في عمله، وأن يهتم بمظهره ونظافته الشخصية، وأن يقوم بواجباته الاجتماعية، وهذه لا تقل أهميةً عن تناول الأدوية.

أنا أشكرك جدًا على رسالتك هذه، وأسأل الله لك العافية، والشفاء، والتوفيق، والسداد، وأنا سعيد جدًا أن الصورة المقطعية نظيفة وطبيعية، فهذا أمر مشجع، ولا أريدك أن تشغل نفسك بالأسباب التي حدثت لك، حتى وإن كان هنالك تدخل من الأهل، وصعوبات قد قابلتك في الدراسة، فهذا أمر قد انتهى في وقته، وعليك أن تنظر إلى الأمام، وأن تنظر إلى المستقبل نظرةً مشرقةً، ويجب أن يكون لك أمل ورجاء أن المستقبل سيكون -إن شاء الله- طيبًا بالنسبة لك.

أسأل الله لك العافية، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً