الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالتوتر الشديد عند التحدث لأحد

السؤال

السلام عليكم

حالتي صعبة جداً على ما أعتقد، فأنا أشعر بتوتر شديد جداً عندما أتحدث لأحد وتأتي عيني بعينه – وجها لوجه - حتى أقرب الناس إلي! وتظهر رعشة واضحة جداً، وعندما أرفع صوتي أمام أحد أشعر بهذا التوتر، مما يصعب علي حياتي اليومية في الجامعة وحياتي عموما، وبالأخص أني أدرس في إرشاد سياحي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الخوف بصفة عامة هو نوع من القلق النفسي، وهذا التوتر الذي تواجهه في المواقف الاجتماعية وعند مواجهة الآخرين يمكن أن تحوله إلى قلق إيجابي، وذلك بأن تكون أكثر ثقة بنفسك، خاطب نفسك داخلياً وبتركيز، قل لنفسك: (ما الذي يجعلني أخاف؟ أنا لست بأقل من الآخرين، أنا الحمد لله أحمل الثقة في نفسي، ولديَّ الإمكانات النفسية والجسدية والوجدانية فلماذا أخاف؟) أي أن الهدف هو أن تربط نفسك بالواقع أكثر، وذلك من خلال مخاطبة نفسك من أجل تحقير فكرة القلق أو الخوف.

أنصحك بأن تقوم بنوع من التمارين الذاتية داخل المنزل، اجلس مثلاً أمام المرآة وتخيل أنك تخطب في جمع كبير من الناس، أو أنك تصلي بالناس صلاة الجماعة، أو أنه قد طُلب منك أن تقوم بمهمة معينة أمام الآخرين.

عش هذه المشاهد في خيالك بتركيز، وحاول بالطبع أن تنقل هذا الخيال إلى أرض الواقع، وهذا نسميه التعرض في الخيال، وهو وسيلة علاجية ممتازة، ولكن لابد أن يعقبه التعرض أو التعريض في الواقع.

أنصحك أيها الفاضل الكريم بأن تحرص على الصلاة في المسجد في الصف الأول، هذا مهم جدّاً، ومن أفضل الطرق التي تزيل الخوف والهرع الاجتماعي عن الناس، كما أنصحك أيضاً بممارسة الرياضة مع مجموعة من أصدقائك، هذا أيضاً فيه نوع من التفاعل الجيد والإيجابي جدّاً.

هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، يمكنك أن تتحصل على شريط أو كتيب تطبق من خلالها هذه التمارين بصفة يومية، وسوف تجد أنك قد أصبحت في حالة من الاسترخاء والهدوء والوئام النفسي الداخلي.

بقي أن أقول لك إنه سيكون من الجيد لك أيضاً أن تتناول أحد الأدوية البسيطة التي تساعد في زوال مثل هذا الخوف الاجتماعي، الدواء يعرف تجارياً باسم (مودابكس Moodapex) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline)، والحبة الواحدة تحتوي على خمسين مليجراماً.

الذي أوده منك هو أن تبدأ في تناول الدواء بجرعة نصف حبة يومياً – أي خمسة وعشرين مليجراماً – يفضل أن تتناول الدواء بعد الأكل، استمر على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى حبة واحدة يومياً، دائماً تناولها ليلاً بعد الأكل، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، وهذا الدواء من الأدوية السليمة والفعالة جدّاً.
------------------
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الروابط التالية حول الوسائل السلوكية لعلاج الرهاب الاجتماعي: ( 259576 - 261344 - 263699 - 264538 ).

أسأل الله لك العافية والشفاء، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً