الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إرشادات طبية حول حالات كهرباء الدماغ وأعراضها مثل ضعف التركيز والقلق

السؤال

- دكتور محمد - لقد قمت بالكشف على نفسي وعُمل لي تخطيط مخ، وظهر أن لدي كهرباء في الجنب الأيمن من الدماغ مما يجعلني ضعيف التركيز، وكثير القلق، وضعف شديد بالذاكرة، لكن بفضل الله ليس هناك أي صرع.

أرجو من شخصكم الموقر إرشادي للعلاج المناسب وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً -يا أخي- على تواصلك وثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية.

ما ذكره لك الطبيب من أن هنالك كهرباء في الجانب الأيمن من الدماغ، حقيقةً هو أمر يتطلب بعض التوضيح، فلا شك أن المخ أو الدماغ في كامله توجد به نشاطات كهربائية مختلفة، وذلك بجانب النشاطات الكيميائية المعروفة، وهي دقيقة ومعقدة لدرجة بعيدة، ولم يتوصل العلماء إلى تفاصيلها كاملة، ولكن هنالك معلومات جيدة وطيبة في هذا السياق أيضاً.

حين يقول لك الطبيب: أن هنالك زيادة في النشاط الكهربائي في الدماغ، هذا بالتأكيد يعني أن هذا النشاط إذا لم يكن نشاطاً صرعياً، فهو يمثل أيضاً نوعا من الاستعداد للنشاط الصرعي البسيط، بمعنى أن الصرع يمكن أن يظهر في شكل تشنجات وانقباضات وإغماء وفقد للوعي، هذا حين تكون هذه النشاطات أو الإفرازات الكهربائية المتقطعة شديدة وذات قوة معروفة.

أما في بعض الحالات يوجد بعض النشاط لدى الكثير من الناس، وهم لا يستشعرونه، أو لا يظهر فيما يعرف بالصورة المرضية السريرية أو الإكلينيكية، والتي نقصد بها أن هذا الإفراز الكهربائي هو بالشدة التي أدت إلى ظهور مرض واضح للعيان.

بالنسبة للعلاج – يا أخ حسن – في مثل حالتك، ينصح الكثير من كبار الأطباء بأن يتناول الإنسان جرعة صغيرة من الأدوية المضادة للصرع حتى وإن لم يوجد الصرع في شكله الواضح والظاهر، وهذا نعتقد أنه شيء مفيد وجيد؛ لأنه سوف يؤدي إلى تنظيم هذا الإفراز الكهربائي ويضعه في وضعه الطبيعي، وهذا إن شاء الله يجعل الأمور تسير بصورة طيبة بالنسبة لك.

الدواء الذي ينصح به في هذه الحالة يعرف باسم تجرتول، وجرعة التجرتول البداية هي 100 مليجرام صباحاً ومساءً، ثم بعد أسبوع ترفع إلى 200 مليجرام صباحاً ومساءً، ولابد أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر على الأقل، ثم بعد ذلك تخفضها إلى 100 مليجرام صباحاً ومساءً لمدة شهر، ثم إلى 100 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عنها.

هذا الدواء دواء بسيط وجيد، ولا يسبب أي آثار جانبية سلبية، ولكن ينصح بفحص الدم الأبيض في الأسبوع الأول لبداية العلاج؛ لأنه في حالات نادرة جدّاً جدّاً، ربما يؤدي إلى تخفيض بسيط في الدم الأبيض، وفي هذه الحالة ننصح بإيقافه.

هذا هو الذي أراه، وقطعاً -إن شاء الله- سوف يؤدي ذلك إلى تحسين التركيز عندك، وإذا كان القلق بالشدة الشديدة والمتعبة، لا مانع أن تضيف أيضاً علاجن آخر مثل الفلوكسول بجرعة حبة واحدة في اليوم، وهو دواء طيب وبسيط جداً، وجرعته هي نصف مليجرام – أي حبة واحدة في اليوم – لمدة شهرين أو ثلاثة، وأرجو أن تطمئن لذلك.

بالنسبة للتجرتول – كما ذكرت لك – أراه الشيء المناسب، ولا مانع أيضاً أن تستشير الطبيب الذي قام بإجراء التخطيط بالنسبة لك؛ لأنه ربما يكون في وضع أفضل مني لتقييم كمية هذا النشاط الكهربائي ودرجته، ولكن في ذات الوقت أود أن أؤكد لك أن هذا الأمر نشاهده كثيراً لدى بعض الناس، وهو في بعض الحالات يكون اكتشافاً عن طريق الصدفة المحضة، أي يأتينا الناس بشكاوى كثيرة وحين نرى أن هنالك حاجة لإجراء تخطيط للدماغ نلاحظ هذه التغيرات البسيطة هنا وهناك.

أرجو أن أؤكد لك هي ليس من بالضروري أن تتحول إلى صرع كامل، ليس من الضروري مطلقاً، ولكن الشيء المستحسن هو أيضاً أن يعالجها الإنسان وذلك عن طريق هذه الأدوية البسيطة، والحمد لله أصبحت الآن متوفرة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً