السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
في الحقيقة أنا قصتي طويلة جداً، وقد اطلعت على كثير من استشاراتكم النفسية، وأعتقد أن زوجتي مصابة بمرض الذهان والله أعلم، وقد أخذت الكثير من الأدوية التي كانت تفيدها لبضعة أشهر ثم تعود لمشكلتها كما كانت عليه.
زوجتي من أصل كندي، دخلت الإسلام والحمد لله منذ أكثر من سنتين، وتعلمت الصلاة وبعض قصار السور، وتحاول تعلم اللغة العربية وغير ذلك.
أنا أريد أن أستشيركم في كثير من الأمور؛ لكن ما يهمني الآن هو أن تساعدوني بأسرع وقت -جزاكم الله خيراً- فيما علي القيام به حتى أساعدها وأساعد نفسي؛ لأنني بدأت أشعر بالتعب النفسي والجسدي.
والشيء الأكثر صعوبة هو أنني وحدي وليس لدي سوى الله، أما أهل زوجتي فهم كافرون منافقون يكرهونني ويكرهون الإسلام، والأصعب من ذلك أنهم يحاولون بشتى الوسائل أن يضروا زوجتي منذ أن وضعت الحجاب، وألفوا أكاذيب شتى بأني كذا وكذا حتى يبعدوها عني، وأمها شيطانة والعياذ بالله، ووالدها لا ينفع بشيء بل يضر أكثر مما ينفع، وهو كالكلب تصرخ به أمها فيسكت والعياذ بالله، وأختها وزوج أختها هم أكثر نفاقاً وحقداً، حيث يكذبون على ابنة لهم تحب زوجتي كثيراً، ويقولون لها أكاذيب كثيرة حتى لا تسألهم عن زوجتي، هذا شيء بسيط جداً مما نعيشه منذ فترة طويلة.
وزوجتي من النوع الحساس كثيراً، وهي تعتقد أني أتآمر عليها حتى أدخلها المشفى وآخذ ابننا الذي أصبح عمره سنة ونصفاً، وبصراحة أنا كنت أعتقد أنها كانت تكذب ولم أكن أصدقها حتى هداني الله وتعرفت إلى الشبكة الإسلامية وبدأت أطلع على الكثير من استشاراتكم، فعرفت أنني مقصر بحقها مع كل ما كنت أقدمه لها وأقف بجانبها حتى تاريخ كتابة هذه الأسطر.
ومن الأشياء التي كانت تحدثني بها اعتقادها أنها عائشة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن علي أن أغير اسمي، فكانت تناديني: محمد! نسيت أن أقول لكم إني لا أتكلم مع أهلها منذ أكثر من سنة لأسباب كثيرة سوف أخبركم بها في الاستشارة المقبلة إن شاء الله.
ومما يؤثر على نفسيتها أنها تسمع أصواتاً كثيرة: أني أشتمها وأريد أن أتخلص منها! مثلا: نتحدث في موضوع ما، فجأة تقول لي: لم تقول لي غبية أو ما شابه ذلك!؟ أو اعتقادها أنها ليست قادرة على القيام بواجباتها الزوجية والمنزلية، فتقول لي: لماذا تبقى معي ولا تطلقني؟ أنت أجدر بزوجة تستحقك، زوجة تعرف تطبخ وتنظف البيت و...و...و...!؟ مع أني أقول لها: كل ذلك سوف تكونين قادرة على فعله عندما يشفيك الله سبحانه وتعالى.
منذ أسبوع كثرت الأفكار السيئة في رأسها ولم تكن تحدثني بها؛ فقررت أن تذهب عند أهلها حتى تستريح وتأخذ قراراً فيما يتعلق بمستقبلها، وطلبت مني أن أسمح لها بذلك، فوافقت متمنياً من الله أن يهديها وتعود بأسرع وقت، وبعد بضعة أيام اتصلت بي من المستشفى فعرفت أن أباها أدخلها إلى المستشفى ولم يخبرني بذلك، اتصلت بي وتريد أن آتي لأراها فذهبت وأقنعت الطبيب بأن وجودها هنا لا يفيدها، أما الطبيب فقال لي إن وضع زوجتي خطير جدا؛ لأنها قالت لهم بأن في صدرها ماكينة، وقالت لي: لماذا دخلت في صدرها و...و... إلى آخره!
ومع ذلك قلت للطبيب بأني تركت عملي حتى أقف بجانبها، فاقتنع الطبيب، وعند خروجنا من المشفى طلبت مني أن أذهب معها عند أهلها لنشرب فنجان قهوة عسى أن تكون بداية خير وننسى الماضي، فقبلت، لم يكن أبوها موجوداً، فوقفت عند مدخل المنزل أنتظر حيث بدأت زوجتي تجمع أغراضها لنذهب إلى بيتنا، وطلبت مني زوجتي أن أدخل إلى الصالون لأساعدها، وما إن خطوت خطوة واحدة فإذا بأمها تصرخ بي وتقول: لا تتحرك من مكانك وإلا أخرج حالاً! وبدأت تشتمني، فصرخت بوجهها بصوت عال جداً، وقلت لها بأني ما كنت لأدخل لو أن ابنتها لم تكن مريضة!
ذهبنا إلى بيتنا فاتصلت زوجتي بهم من أجل بقية أغراضها، فإذا بوالدها يشتمها ويقول لها: كيف لي ولزوجتي أن نتجرأ للدخول إلى بيته ونطرد زوجته من بيتها، وعليها أن تأتي لتأخذ أغراضها ولا تعود أبداً، وهي ليست ابنته ولا يريد أن يراها بعد ذلك.
حالياً الطبيب وصف لزوجتي زبراكسا لمدة أسبوعين وهي بانتظار أن ترى طبيبها، وأجد أنها متعبة جداً، أشيروا علي بأسرع وقت ممكن جزاكم الله خيراً.
لدي طلب آخر: هل يمكن أن تكتبوا لها باللغة الفرنسية، فهي تحب كثيراً موقعكم.
جزاكم الله خيراً.
نسيت أن أقول لكم بأن أهلها يحاولون إقناع زوجتي بأن سبب مرضها هو أنا ودخولها الإسلام مما يؤثر على واجباتها في بعض الأحيان من صلاة وتعلم القرآن، حتى أنها نزعت حجابها منذ ذهبت إلى أهلها، فلم أكن لأجبرها على ارتدائه؛ لأنها فعلت ذلك من قبل فوضعته من تلقاء نفسها.