الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفضيل الأطفال السهر والنوم في النهار مع صعوبة إيقاظهم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أب لثلاثة أطفال، ومشكلتي مع هؤلاء (الحلوين) أنهم يفضلون نوم الصباح، وليس لديهم القدرة على الاستيقاظ مبكراً، بل إنهم يظلون نائمين أطول فترة ممكنة، إلا إذا تدخلنا وأيقظناهم، ويفضلون بدل ذلك السهر في الليل حتى أنهم لاينامون قبل الواحدة بعد منتصف الليل في أغلب الأحيان.

علماً أن لهم أبناء خالة -ما شاء الله- ينامون بعد المغرب، ومع أذان الفجر تجدهم مستيقظين وبكل نشاط وحيوية.

لقد حاولت معهم بكل السبل مثل: الإصرار على أن يستيقظوا مبكرين، أو إجبارهم على النوم مبكراً، إلا أن المحاولات كانت نتيجتها فاشلة، ومسألة إيقاظهم ليست بالأمر السهل؛ حيث أنهم في بعض الأحيان يكملوا النوم في الحمام -أجلكم الله- وربما يأخذ غفوة وكأس الشاي في يده!

المشكلة المتأزمة الآن هي مع الابن الأكبر - وهو الآن في الصف الأول دخل هذا العام المدرسة - الاستيقاظ عنده أمر فيه من المعاناة له ولنا، نعاني من الأمر ويتعذب ويعذبنا معه والحبل على الجرار فالأخوة قادمون للمدرسة والمعاناة ستزداد لنا أولاً ولهم ثانياً.

أعتقد أن الأمر له علاقة بطبيعة الجسم، فالأمر ليس تعويداً على الأقل بالنسبة لهم.

فهل هناك حل لهذه المشكلة؟ وهل هناك أطباء يمكن التوجه لهم؟
كما أود أن أسأل هل ينصح بإجراء فحوصات مخبرية؟ وما تلك الفحوصات؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الأحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أعتقد أن أطفالك – حفظهم الله – يعانون من أي مشكلة طبية، النوم هو عملية بيولوجية، تعتمد على إفرازات كيمائية وهرمونية ومسارات عصبية معينة، وفي أبسط صوره يمكن أن نقول أن هنالك ساعة بيولوجية هي التي تتحكم في مراحل النوم وأوقاته، فالإنسان يمكن أن يضبط هذه الساعة بالصورة التي يودها، ولذا نرى أن الأشخاص الذين يعملون في نظام (الشفتات) هم أكثر الناس الذين يعانون من اضطرابات النوم؛ لأن الساعة البيولوجية لديهم لا تكون مرتبة أو منظمة بالصورة المطلوبة.

هؤلاء الأطفال تعودوا على نمط معين، وهذا النمط المعين هو الذي جعل التهيؤ الداخلي بالنسبة لنظام النوم لديهم يحدث بالصورة التي ذكرتها، وهي بالطبع مخلة بصحتهم ومزعجة لكم كأسرة.

طريقة العلاج يا أخي: أعرف أن هنالك من يعطي الأطفال أدوية منومة لفترة قصيرة، ثم بعد ذلك يتوقف عنها، ولكن أنا لا أدعو لهذه الطريقة مطلقاً، الطريقة الصحيحة هي أن يهيأ كل البيت للنوم في المساء، بمعنى أن تطفأ الأنوار وتقل أو تختفي، أو لا تكون هنالك أي حركة في داخل المنزل، وكلٌ يذهب إلى فراشه، وحتى الأطفال يمكن أن يتركوا لفترة وهم في حالة اليقظة، وربما يحدث لهم نوع من المضايقة، ولكن بعد فترة سوف يبدأ كل منهم يهيأ نفسه للنوم بصورة تلقائية، ربما لا يحدث ذلك في الليلة الأولى أو الثانية، ولكن صدقني يا أخي قطعاً سوف يحدث في الليلة الرابعة أو الخامسة.

إذن: أرجو أن تهيئوا أنفسكم جميعاً في داخل البيت للنوم، يمكن أن نقول من الساعة الثامنة مساءً، وذلك بقصد علاج حالة الأطفال، وبعد أن تنتظم ساعتهم البيولوجية وتتطبع على الوقت الجديد، يمكنكم أن تظلوا أنتم في نشاطكم اليومي العادي، وتذهبوا إلى النوم في الوقت الذي اعتدتم عليه في السابق.

بالتأكيد حين ينام الطفل مبكراً سوف يستيقظ مبكراً، هذا أمر ضروري جدّاً، هذه هي الوسيلة العلاجية الوحيدة المتاحة؛ أن تُهيأ وأن ترجع الساعة البيولوجية لديهم بصورة صحيحة، والأمر يتطلب منكم بعض الصبر والالتزام، وكما ذكرت لك سابقاً: هذا لا يتطلب أكثر من أسبوع في أقصى الحالات.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً