الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اضطرابات النوم والمشاكل المصاحبة لها وكيفية التخلص منها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من مشكلة في النوم يمكن وصفها بالاضطراب؛ بسبب اختلاف مواعيد النوم، وليست حالة نفسية، وهذا الاضطراب سببه اختلاف ساعات العمل، فمرة أول الليل ومرة آخر الليل وهكذا النهار، مما جعلني أشعر بالنعاس ولا أستطيع التمتع بالنوم العميق الكافي الذي يذهب عني الإحساس بالنعاس الدائم.

سؤالي: هل يوجد علاج بدون آثار جانبية يساعد على الدخول مباشرة في النوم المريح أثناء راحة العمل في أي وقت من ليل أو نهار؟

أرجو الإجابة العاجلة نظراً لظروفي ولكم مني جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفق معك تماماً أن من أكبر أسباب اضطرابات النوم -خاصة في مثل سنِّك- هو اختلاف ساعات العمل، فهذا الاختلاف يؤدي إلى اضطراب فيما يعرف بالساعة البيولوجية للإنسان، وهي مركز وظائفي في المخ يتحكم في طريقة نومنا، وهو يعتمد على إفراز بعض المواد الكيمائية والتي وجد أنها تفرز ليلاً بصورة أكبر مما يحسن نومنا، وهذه حكمة بالغة عظيمة.

أيها الأخ الفاضل: في مثل حالتك سوف نحاول أن نوازن بين المتطلبات والحاجة البيولوجية للإنسان وظروف عملك.

أولاً: إذا استطعت أن ترتب ساعات العمل بصورة أفضل سيكون هذا هو الحل الأنجع.

ثانياً: عليك بممارسة الرياضة في أوقات فراغك، فهي تنشط إفراز المواد الكيميائية التي يتطلبها النوم، وكذلك تعطي الإنسان شعوراً بالحيوية والانشراح وإزالة القلق.

ثالثاً: عليك أن تتجنب تناول الشاي والقهوة، وكل المواد التي تحتوي على مادة الكافيين والتي تسبب اليقظة؛ عليك أن تتجنب هذه المواد في نهاية ساعات العمل، والتي من بعدها من المفترض أن تذهب وتنام، يمكنك أن تتناولها في بداية ساعات العمل وليس في نهاياته.

رابعاً: التزام الإنسان بأذكار النوم يساعده كثيراً إن شاء الله في إدخال النوم، فأرجو يا أخي أن تكون أكثر حرصاً على ذلك.
خامساً: شرب الحليب الدافئ قبل النوم وإجراء بعض تمارين الاسترخاء؛ مثل أخذ تنفس عميق وبطيء، ثم تعقبه بعد ذلك بإخراج الهواء بصورة عميقة وبطيئة أيضاً، وتكون في أثناء هذه التمارين مستلقياً وتغمض عينيك.

سادساً: لابد أن يهيأ الجو والمحيط الذي تنام فيه؛ لأن فلسفة النوم هي أن نتركه يبحث عنا ولا نبحث عنه؛ فعليه لابد أن تكون الغرفة هادئة، وألا يوجد بها تلفيزيون كما يفعل البعض، ويمكنك أيضاً أن تقرأ شيئاً بسيطاً قبل النوم، فهذا إن شاء الله يساعد.

سابعاً: هنالك بعض الأدوية الكثيرة التي تساعد في النوم؛ ولكن يعاب عليها -إلا القليل منها– أنها ربما تسبب نوعا من التعود والإدمان، وربما تجعل النوم الطبيعي صعباً.
ومن بين الأدوية التي نستطيع أن نقول أنها سليمة لدرجة كبيرة -حسب الأبحاث الحديثة- هو العقار الذي يعرف باسم زولبديم، Zolpidem، ويسمى تجارياً باسم استنلوكس Stinlox؛ وجرعته هي 10 مليجرام ساعة قبل النوم، أي حبة واحدة من فئة 10 مليجرام ساعة قبل النوم.

وقد جُرب هذا الدواء وسط الطيَّارين، والكثير منهم يتناوله، حيث أنه يناسب ولا يسبب أثارا جانبية؛ علماً بأن الطيَّارين هم أكثر الناس عرضة لاضطرابات النوم نسبة لطبيعة عملهم، وهذا الدواء ربما لا تتحصل عليه إلا بوصفة طبية.

هنالك دواء آخر بسيط يمكن الحصول عليه دون وصفة طبية، ويعرف باسم (سليب أشور Sleep assure)، وهذا جرعته أيضاً هي حبة ساعة قبل النوم.

نسأل الله لك نوماً هانئاً، وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً