السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب في النصف الثاني من العقد الثالث من عمري، على وشك أن أنهي دراستي العليا في مجال تخصصي في دولة عربية شقيقة، وسأعود بعد أشهر قليلة إلى بلدي إن شاء الله.
بعد تخرجي من الكلية أي منذ حوالي 5 سنوات، أحببت زميلة لي على خلق ودين، وأردت الارتباط بها، ولكن أهلي رفضوا بشدة! بحجج لم أقتنع بها، وكان هذا سبباً في أيام سوداء عشتها في تلك الفترة، والحمد لله، استطعت تجاوز كل هذا وسافرت وأكملت تخصصي، وها أنا ذا على مشارف الانتهاء.
ولحسن الحظ لم أخبر الفتاة بمشاعري تجاهها، وبالتالي لم تعرف أساساً برفض أهلي لها، وبالتالي لم أجرح مشاعرها، وأسأل الله لها التوفيق والسعادة في حياتها، وأغرقت نفسي في الدراسة حتى أتناسى الموضوع، وأغلقت على قلبي وصفحته بالحجر حتى لا أعيش تجربة أخرى.
ولكن يظل دوماً لحديث القلب صدى أعلى من كل الأصوات حوله، وتظل مشاعر الحب لها جاذبيتها الساحرة!.
فتاة أخرى جعلت قلبي يتحرك ثانية بعد ما اعتقدت أنه مات! وهي من البلد العربي الذي أتابع فيه تخصصي حاليا.
مشكلتي تتجلى بالخوف! قد تستغربون الكلمة! لكنها الحقيقة، الخوف من تجربة أخرى، الخوف من رفض أهلي ثانية ( وهذا متوقع ) إذا رفض أهلي سابقاً فتاة من بلدي ومن نفس مدينتي - وهم يريدون أن يختاروا لي وفق تقاليدهم وبحسب ما يرونه مناسبا، وطبعاً هذا من منطلق حبهم لي، فلا أستطيع لومهم ( علماً أنهم رفضوا حتى مجرد رؤية الفتاة ! ) - فكيف بهم الآن إذا عرضت عليهم فتاة من غير بلدي! صحيح أنها عربية ومسلمة، وهي فتاة رائعة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
أحببتها بعقلي وقلبي! لكني أعرف تفكير أهلي، احتمال الرفض أكثر بكثير من احتمال القبول.
أنا إلى الآن لم أصارح الفتاة بشيء، وذلك حفظا لخط العودة، وحفاظا على مشاعرها، والخوف من رفض أهلي يسيطر علي! لا أعرف ماذا أفعل؟
يجول بخاطري أحياناً أن أنسى الموضوع برمته، وأكتم في نفسي وأعود إلى بلدي وأبدأ عملي وكأن شيئاً لم يكن، وهذا سيعذبني أكثر وأكثر، لا أريد إزعاج أهلي، لكني أرى هذا جبنا وليس رجولة! أفكر عندما أرجع إلى بلدي أن أفاتح أهلي بالموضوع، فإذا قبلوا فهذا مرادي، لكن إذا رفضوا
( وهذا متوقع جداً ) فسأعيد الغلاف الحجري حول قلبي، وأسأل الله ألا ينهار ثانية، أو بالأصح ثالثة.
آسف للإطالة، أرجو إفادتي، وجزاكم الله كل خير.