الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوفاة بأعراض غريبة لم يحددها الأطباء

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم كثيراً على مجهوداتكم في نفع الأمة الإسلامية فجزاكم الله عنا كل خير.
أختي يرحمها الله توفيت منذ 3 أشهر تقريباً عن عمر ناهز الثلاثين، طيلة حياتها كانت تنعم بصحة جيدة، رغم أنها نحيفة بعض الشيء، وشهيتها للطعام ضعيفة، وحساسة جداً جداً.

المهم - يا سيدي - قبل 6 أشهر من الآن مرضت أختي أولاً بعينيها، حيث أنها أصبحت ترى الشيء اثنين رغم أنه واحد، مع حول في إحدى عينيها، ومباشرة بعد مشكل البصر بدأ معها مشكل النسيان، حيث أنها تفعل أشياء وبعد مدة بسيطة تنكر فعلها.

فمثلاً تكون قد أكلت وتنكر ذلك، أو تنسى هل صلت أم لا، أصبحت لا تقدر على المشي إلا إذا اتكأت علي، لا تستطيع الوقوف بمفردها وكذلك المشي، رجلها ويدها اليسرى أصبحتا بطيئتين جداً في الحركة لا تستطيع فعل شيء بهما، أما الجهة اليمنى فسليمة، كما أنها كانت لا تستطيع رفع عينيها إلى أعلى أو إلى أسفل.

كما أن تصرفاتها تغيرت تماماً فأصبحت تتكلم كثيراً دون توقف، تبكي كثيراً أصبحت كالطفلة لا تشاركنا الكلام، وغير مكترثة بأي شيء حولها، كما أنها كانت تتبول في الفراش دائماً في الليل، وأحياناً نهاراً وهذا فقط خلال فترة المرض، وأحياناً تتلفظ بكلام قبيح رغم أنها قبل مرضها لم تقل إلا حسناً.
وكانت متدينة جداً محبوبة من الجميع، المهم أخذناها للمشفى حيث رقدت هناك 3 أشهر خضعت لجميع أنواع العلاج من تحاليل وأشعة، والنتيجة أن كل شيء لديها ممتاز، الدماغ، الدم، أخذت لها تحاليل من العمود الفقري والدم وخضعت ل(Scanner) وللرنين المغناطيسي Irm، وفحص العروق والشرايين، وفحوصات لعينيها، وكذلك بعض الجلسات مع طبيب نفسي والنتيجة كل شيء ممتاز وعلى ما يرام، لا أورام ولا ميكروب بالدم ولا شيء كما أن شهيتها للطعام قد ازدادت وازداد وزنها أيضاً.

لكن السبب في حالتها لم يستطع أحد تحديده بالضبط، رغم كل ما أخبرتكم به، قال الأطباء قد يكون السبب التهاباً في الدماغ لكنه مجرد شك ولا شيء متيقنون منه تماماً إلى أن توفيت رحمها الله.

كل ما ذكرته لكم من أعراض لم تشتك منها إلا خلال المرض. ما هو السبب من وجهة نظركم؟

أرجوكم أن توضحوا لي الموضوع جزاكم الله خيراً. وهل لوفاتها علاقة بمرضها؟ رغم عجز الأطباء عن تشخيص المرض.

ورغم وفاة أختي يرحمها الله فأنا أريد أن أعرف شيئاً عن مرضها فأنا حائرة فعلاً فقد كانت عادية تماماً قبل 6 أشهر من الآن.
أفيدوني أفادكم الله ومتعكم بكامل الصحة والعافية وجميع المسلمين
والمسلمات آمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يرحم أختك وأن يسكنها فسيح جناته.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه لمن المحير حقاً أن يجد الإنسان نفسه عاجزاً عن تحديد سبب شيء معين رغم توافر جميع إمكانات وأجهزة الكشف، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عجز الإنسانية وضعفها رغم هذا التقدم الهائل، في مجالات العلم والتقنية والاختراعات، وكأن الجليل جل جلاله سبحانه يثبت لنا جميعاً أنه حقاً (( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ))[الإسراء:85] ومن هذا الباب ما يتعلق بسبب وفاة أختك - رحمها الله - ومن البديهي أنه إذا كان الأطباء بتلك الأجهزة المتطورة والدقيقة قد عجزوا عن تدبر سبب الوفاة، فهل بظنك أن أي شخص آخر يستطيع ذلك؟
أنا شخصياً لا أعتقد ذلك؛ لأن هؤلاء هم أهل الاختصاص والخبرة، فإذا عجزوا فقطعاً سيكون سواهم أعجز وأعجز.

لذا أرى عدم الانشغال بهذا الأمر لأنها حكمة الله الذي هو بعباده عليم خبير، ولو كان في إظهار السبب من فائدة للناس لدل الله الأطباء عليها وأرشدهم إليها - وقد يكون هؤلاء الأطباء دون المستوى المطلوب لتحديد السبب، وهناك من هو أقدر منهم على معرفة ذلك، ولا يستبعد أن يكون الأمر له علاقة بشيء من السحر أو الجن، ولكن هذا أيضاً يصعب إثباته خاصة بعد وفاتها رحمها الله.

لذا أنصح بترك هذه المسألة لله تعالى فهو سبحانه جل وعلا لا يسأل عما يفعل، وأن له أقداراً يريد منا التسليم له فيها دون البحث عن أسرارها ومعانيها، فما علينا الآن إلا أن نقول: إنا لله وأنا إليه راجعون، لله ما أعطى ولله ما أخذ، وكل شيء عنده بأجل مسمى، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وأكثروا لها من الدعاء عسى أن يجمعنا الله بها جميعاً في الفردوس الأعلى والله الموفق.

وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً