الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كرهت حياتي بسبب وساوس الطهارة..فبماذا تنصحوني؟

السؤال

السلام عليكم.

الوسواس أهلكني، ولم أعد أستطيع التحمل؛ لدرجة أنني فكرت بالانتحار؛ وذلك لأنني عندما أسأل أحدًا لا أجد الجواب.

أريد أن أعرف لو اغتسل أحد في الحمام، وأكمل، ثم طار عليه شيء، ماذا يفعل؟ كما أنني بعد أن أنهي اغتسالي تخرج من العضو بضع قطرات، فماذا أعمل؟

كما أنني أحيانًا أشك بالدراهم التي أعطيها للناس أنها ملوثة، وغرفتي فيها بلاط، فعندما أخرج من الحمام أشك بأنه قد سقط عليها شيء، فأصب بعضًا من الماء، وأحيانًا أشعر بأن قطرات تسقط من الذكر، ولا يكون هناك شيء، فماذا أفعل؟ وهل إذا جف الشيء يكون طاهرًا أم لا؟ وهل لو مسكته بيدي وهو رطب يكون متسخًا؟ كما أنني أحب السفر، ولكني أخاف أن أوسخ الناس، وكيف أطهر الأجهزة الكهربائية التي تحتوي على أزرار؟ أرجو النصح.

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ... حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنسأل الله تعالى أن يشفيك من مرض الوسوسة؛ فهو من أخبث الأمراض التي إن سيطرت على الإنسان أفسدت عليه دينه ودنياه، ولذلك نحن ندعوك -أيها الحبيب- أن تأخذ نصيحتنا هذه التي سنقدمها لك بجد، وتعمل بها بحزم؛ فإنها ستخلصك -بإذن الله تعالى- مما أنت فيه من الكرب والشدة.

نقول: إن دين الله تعالى أيسر بكثير من هذا العنت وهذه المشقة التي أوقعت نفسك فيها، فقد قال الله جل شأنه: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)، وقال: (وما جعل عليكم في الدين من حرج)، فاتق الله تعالى في نفسك، ودع عنك وساوس الشيطان.

والمقرر عند العلماء هو أن علاج الوسوسة النافع هو الإعراض عنها كليةً، وعدم الالتفات إليها، فكلما حاول الشيطان أن يوحي إليك بشيء من هذه الوساوس، وأنك قد تنجست، فجاهده، وأعرض عن وسوسته، وقل له بلسان حالك ولسان مقالك لم تصبني النجاسة في شيء، وبمرور الأيام على هذه الحال سيعافيك الله تعالى بمنه وكرمه.

كل ما ذكرته في سؤالك ليس فيه شيء يدل على أن النجاسة قد أصابتك، وإنما هي مجرد وساوس شيطانية؛ فالماء المتطاير من أرضية الحمام ليس نجسًا، فالأصل في الأشياء الطهارة، وشكك هل خرج منك البول أم لم يخرج الأصل أنه لم يخرج، وإذا وجدت بللاً وأنت لا تدري هل هو ماء أو بول، فلا تلتفت إليه، واعمل بوصية النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد علمنا أن نرش على الثياب ماءًً حتى نقطع طريق الوسوسة، والشيء النجس إذا كان يابسًا، ولاقاه شيء يابس فإنه لا يتنجس به.

أيها -الأخ الكريم- عليك أن تدرك أن ما أنت فيه مجرد وساوس، يريد الشيطان من خلالها أن يبغض إليك العبادة، بل قد وصل بك الحال أنك أبغضت الحياة كلها، فاتق الله، وامتثل شرع الله الذي شرعه لك بما فيه من التيسير، ورفع الحرج، وليس في الذي تفعله قربةً لله تعالى، بل هو اتباع للشيطان.

نسأل الله تعالى لنا ولك العافية، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً