الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل سوء الهضم والقلق المزمن يؤثران على صحتي النفسوجسدية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ أربع سنوات أصبت بحمى أثناء الامتحانات، ووصف لي الطبيب علاجًا، ولكن بعد العلاج أصبحت معدتي كسولة ولا تهضم الطعام جيدًا، مع آلام مستمرة، فقال لي الطبيب: قولون عصبي، ومنذ ذلك الحين وأنا أراجع الأطباء، ونزل وزني إلى 53 كلغ.

منذ حوالي سنتين انتقلنا للعيش في منطقة ريفية في بيت خاص بنا، وبعدها بشهر توفي والدي، ولله الحمد ألهمنا الله الصبر والثبات، لكن منذ ذلك الحين لم أعد كما كنت، فأصبحت أراجع الأطباء كثيرًا، وكل طبيب يشخص حالتي بقولون عصبي، دون إجراء تحاليل.

شهيتي سيئة جدًّا، ومنذ حوالي ستة أشهر زادت آلام معدتي، فذهبت إلى طبيب آخر قال إن لدي التهابات في المعدة، وطلب مني تحليل براز، وكانت نتيجة التحليل وجود أنتاميبا هستوليكا، ولكن بدون مخاط أو دم، فكتب لي الطبيب بنتولوك، وفلاجيل لمدة أسبوعين، وأنا أعاني من الإمساك منذ فترة طويلة، وأكد الطبيب أن الأمبيا جاءت من المياه الملوثة في بلدتنا.

ولكن بعد العلاج أصبت بنزلة برد شديدة، مع ترجيع وألم في الصدر، وكتبت لي طبيبة الحميات مضادًا حيويًا، ونصحتني طبيبة جارتي بعمل تحاليل (Alkaline phosphatase, CRP, ESR)، وكانت النتائج سليمة -والحمد لله-، ثم أجريت منظارًا على المعدة؛ لمعرفة سبب الألم، وأظهر المنظار وجود جرثومة المعدة والتهابات، فكتب لي الطبيب علاجًا.

بعد ذلك ذهبت إلى خبيرة تغذية لأن شهيتي ضعيفة جدًا، ولا أستطيع تناول شيء طوال اليوم، فوضعت لي نظامًا غذائيًا يمنع المقليات والسكر والقمح وكل منتجاته، والحليب وكل مشتقاته، ويعتمد النظام على شوربة الميسو، الأرز البني، الشوفان، والسمك.

واستمررت على النظام لمدة 4 أشهر، لكن القولون لا يزال يؤلمني في الجانب الأيمن من السرة، علماً أنني قلقة جدًا وموسوسة، وأعاني من انتفاخ، وألم في يمين السرة ليس مستمرًا.

كنت مريضة بسرطان منذ 8 سنوات، وتم بتر قدمي اليسرى، والحمد لله أنا الآن سليمة، ومنذ شهر ذهبت إلى طبيب علاج طبيعي لتحسين حركتي، حيث أرتدي طرفًا صناعيًا.

ومع التمارين أصبت بهبوط، وعندما علم الطبيب بالنظام الغذائي الذي أتّبعه غضب، وقال إن العلاج الطبيعي يهدف إلى إعادة بناء الجسم، بينما هذا النظام يؤدي إلى نقص في الوزن والعضلات، وأمرني بوقف النظام؛ لأن وزني أصبح 45 كيلو، وطولي حوالي 155 سم.

أنا ما زلت أراجع الأطباء لعلاج سوء الهضم، لكن دون فائدة، وكل طبيب يقول إن حالتي نفسية، وأصبحت عصبية جدًّا، ولا أقتنع بكلامهم، ماذا أفعل؟ أريد حلًّا لسوء الهضم والقلق، فأنا أصبحت دائمة البكاء، ويراودني شعور مستمر بالموت، مع خفقان في القلب، دوخة، تشتت، وعدم تركيز، حتى الأشياء التي كانت تسعدني سابقًا لم تعد كذلك.

قلت لخبيرة التغذية إن وزني نقص، فقالت لي: خذي Whey protein (مصل اللبن) لزيادة الوزن، ولم أشتره حتى الآن، فهل هو مفيد؟ وهل له أضرار؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب.

يجب أن تعلمي أن القولون العصبي لا يسبب نقصًا في الشهية، ولا نزولًا في الوزن إلَّا إذا كانت هناك عوامل أخرى مثل الاكتئاب، أو وجود مرض عضوي كقصور الامتصاص، والذي يمكن أن تشبه أعراضه أعراض القولون العصبي، من إسهال، وآلام وانتفاخ في البطن، ونقص الشهية، ونقص الوزن، وفقر الدم.

لذا يجب أن يتم العلاج تحت إشراف طبيب مختص بأمراض الجهاز الهضمي، فهو الأعلم بالأمراض التي تتشابه مع القولون العصبي، ومتى يجب القيام ببعض التحاليل؛ للتأكد من عدم وجود أي مرض آخر.

من ناحية أخرى: فإن الحالة النفسية والقلق مرتبطان ارتباطًا كبيرًا بأعراض القولون العصبي، وبالتالي إن استمر القلق والوسواس والتوتر، ستستمر الأعراض، ولا يوجد علاج يشفي القولون العصبي نهائيًا، وكثيرًا ما تُستخدم الأدوية المضادة للاكتئاب بشكل ناجح في علاج القولون العصبي، والذي قد يستمر طوال العمر.

أما بالنسبة للطعام، فيمكنك مراقبة الأطعمة التي تزيد من الأعراض، وبالتالي تجنبها؛ لأنه مهم جدًا، مع نقص الوزن الذي تعانين منه، أن يكون طعامك متوازنًا وصحيًا، أما عن البروتين Whey protein فهو بروتين مصل اللبن، ولا بأس باستخدامه كمكمل غذائي، فهو يحتوي على كمية عالية من البروتين، ويمكن استخدامه مع الطعام.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً