الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضعف القدرة على التركيز وعلاجه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أواجه مشكلة في حياتي، ألا وهي أنني لا أركّز، فلديّ مشكلة في التركيز، وإن ركّزت لا أستطيع أن أركز أكثر من نصف ساعة، ولكن قدرتي على الحفظ كبيرة جداً، فأريد حلا!

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بهاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن سوء التركيز الذي لديك ربما يكون ناتجاً من الإصابة بقلق نفسي بسيط، والذي أنصحك به هو أن تأخذ قسطا كافيا من الراحة، وهذا مهم جدّاً، وهذا يمكن الوصول إليه من خلال أن تدير وقتك بصورة صحيحة، خصص وقتاً للراحة، ووقتا للقراءة، ومن المهم جدّاً أن تخصص وقتاً لممارسة الرياضة؛ لأن الرياضة تحسن من طاقات الإنسان الجسدية والنفسية والفكرية، وبالطبع تؤدي إلى تحسين الذاكرة.

وهنالك أوقات طيبة إذا تحينها الإنسان من أجل الدراسة والحفظ سيكون أمراً جيداً، مثل الوقت في الصباح بعد صلاة الفجر، وبعد الاستيقاظ من النوم، والفترة ما بين المغرب والعشاء، هذه أيضاً من الفترات الجيدة.

فعليك أن تمارس الرياضة - كما ذكرنا - وأن تتحين الأوقات الجيدة، وأن تأخذ قسطا كافيا من الراحة.

والأمر الآخر هو أن تمارس تمارين الاسترخاء، وهذه التمارين تمارين بسيطة جدّاً، ولتطبيقها عليك أن تجلس في غرفة هادئة على كرسي مريح أو تستلقي على السرير، وبعد ذلك أغمض عينيك، ويجب أن تكون الإضاءة حولك خافتة جدّاً، فكر وتأمل في حدث سعيد حدث في حياتك، بعد ذلك خذ نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، واجعل صدرك يمتلأ بالهواء، وأخرج الهواء عن طريق الفم، ويجب أن يكون أيضاً بقوة وبطء.

كرر هذا التمرين خمس مرات متوالية، بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة أسبوعين أو ثلاثة، ثم بعد ذلك مارسه بصفة يومية، خاصة قبل النوم..تمارين الاسترخاء هذه ذات فائدة عظيمة لتحسين التركيز.

ثالثاً: عليك أن تتخير مواضيع قصيرة وتقرأها أكثر من مرة، وتشد انتباهك لها، وحاول أن تركز على ما تقرأ ببصرك، وأمسك الكتاب مثلاً بين يديك، فأنت هنا تكون استفدت من أكثر من حاسة، وهذا يحسن من التركيز.

رابعاً: قراءة القرآن بتدبر وتمعن وتؤدة، وجد أنها تقوي ذاكرة الإنسان.

خامساً: سأصف لك دواء بسيطاً جدّاً لإزالة أي نوع من القلق الداخلي، الدواء يعرف تجارياً باسم: (تفرانيل Tofranil)، ويعرف علمياً باسم: (امبرمين Imipramine) أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرام يومياً، استمر عليها لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجرام (حبة واحدة) يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى عشرة مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء من الأدوية البسيطة والجيدة والفاعلة، وأسأل الله تعالى أن يقوي من تركيزك، وما دامت مقدرتك على الحفظ عالية فهذا شيء يجب أن تستفيد منه، ونظم وقتك فقط كما ذكرنا لك.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً