الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق والتوتر بعد سماع خبر وفاة صديقي

السؤال

السلام عليكم

منذ أسبوع سمعت خبر وفاة صديقي، وبعد ذلك كل ما أقوم في الصباح قلبي يدق، وألم في أعلى البطن، وحموضة وألم في الكتف الأيسر والأيمن، كأني آخذ شيئاً ثقيلا!

أنا من النوع الذي أتأمل في المرض وأفكر فيه، وخفت أن فيّ شيئاً وفي القلب بالذات، ذهبت للدكتور، وكشف عليّ وقال لي: إن عندك أعصاب معدة، وأعطاني دواء، حبة قبل الفطور، وحبة قبل النوم، والأمور تحسنت، ولكن هناك شيء لم يتغير، وهي دقات القلب في الصباح عندما أقوم لمدة خمس دقائق، وأحس بعضلة صدري اليسرى، وألم في الظهر.

فهل هو خوف أو من التخمين أو هناك شيء آخر؟

علماً أني لست سميناً.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة للمتوفى ولأهله، ولكم الصبر والسلوان.

إنه يعرف تماماً أن الأحزان قد تظهر في شكل تغيرات نفسية، وهذه التغيرات تظهر في شكل أعراض قلق وتوتر ومخاوف، وبعض الناس تأتيهم نفس الأعراض التي كان يشتكي منها المتوفى مثلاً، يحدث نوع من التوحد أو التلبس في هذه الأعراض بالنسبة للشخص الذي فَقَدَ عزيزاً لديه.

أيها الفاضل الكريم: إذن حالتك من ردة فعل لهذا الفقْد، ويظهر أن شخصيتك حساسة بعض الشيء، ومن الواضح أنك إن شاء الله تعالى عطوف وفي قلبك رحمة، نسأل الله أن يجعل لك في ذلك خيراً كثيراً.

كما لاحظت أن الحالة الحمد لله تسير الآن في تحسن، وبقي لديك تسارع ضربات القلب، وهذا جزء من حالة القلق التي حدثت لك، أما الإحساس في عضلة الصدر اليسرى وكذلك الألم في الصدر هي ناتجة من انقباض هذه العضلات.

القلق والتوتر النفسي ينعكس كثيراً ويظهر في شكل أعراض جسدية، وأهم هذه الأعراض هو الانقباضات العضلية التي تصيب كثيراً عضلات الصدر وعضلات الرقبة، وعضلات القولون، وكذلك أسفل الظهر.

أرجو أن يكون هذا التوضيح مطمئناً لك، وأنا أؤكد لك أن هذه حالة نفسية قلقية عارضة، وليس أكثر من ذلك.

سيكون من الجيد أن نصف لك أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق، هنالك دواء يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol)، ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، وأعتقد أنه متوفر في ليبيا، أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة (نصف مليجرام) صباحاً، وحبة واحدة مساءً لمدة شهر، ثم حبة واحدة في الصباح لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناوله.

وإذا كانت ضربات القلب مزعجة لك فيمكن أن تتناول دواء آخر تحت مسمى تجارياً باسم (إندرال Iinderal)، ويعرف علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol)، والجرعة المطلوبة هي عشرة مليجرام صباحاً ومساءً لمدة أسبوعين، ثم عشرة مليجرام صباحاً لمدة أسبوعين أيضاً، ثم يمكنك التوقف عن تناوله.

سيكون أيضاً من الجيد أن تقوم بإجراء فحوصات عامة للتأكد من قوة الدم لديك، ومستوى السكر، وكذلك وظائف الغدة الدرقية، هذه مجرد فحوصات تحوطية، وقد لا يكون لها أي علاقة لأعراضك التي ذكرتها، لكن فقط من أجل الاطمئنان.

أنصحك أيضاً أن تمارس شيئاً من الرياضة في هذه الأيام؛ لأن الرياضة تفيد كثيراً في القضاء على هذه التشنجات العضلية الناتجة من القلق.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً