السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ طفولتي، لم أشعر بالسعادة، ولا أتذكَّر منها سوى سوء معاملة أبي لي، وتفضيله لأخي الأصغر عليَّ. نتيجة لذلك كنت مضطربًا نفسيًّا ودراسيًّا واجتماعيًّا، ولم تكن لي صداقات؛ حيث كنت منفِّرًا وعدوانيًا تجاه زملائي.
نجحت في المرحلة الابتدائية بفضل مذاكرة أمي لي، ودخلت المرحلة الإعدادية، وكان مستواي الدراسي هابطًا في الصفين الأول والثاني الإعدادي، لكن السنة الثالثة كانت سنة تحوُّل؛ حيث تغيَّرتُ نفسيًّا، وتخلصتُ من الاكتئاب، وذاكرتُ ونجحتُ بتفوق، وكوَّنت صداقات مع العديد من الزملاء.
ثم دخلت المرحلة الثانوية وأهملت المذاكرة ثانيةً، وأصبت بنوبات اكتئاب كثيرة، وكانت نهاية السنة تجربة صداقة فاشلة أدت إلى اكتئاب شديد.
في السنة الثانية من المرحلة الثانوية، ذاكرتُ وحرمتُ نفسي من كل شيء، وأحرزت 97%. نتيجة لذلك حاولت أن أعوض ما فاتني من حاجات اجتماعية ونفسية، فأهملتُ المذاكرة وهبط مجموعي إلى 90%.
بعد ذلك دخلت الكلية وكنت محبطًا نفسيًّا ومكتئبًا، ومنذ ذلك اليوم رسبتُ ثلاث مرات، وحينما أنجح أنجح بصعوبة.
ذهبت حتى الآن إلى ستة أطباء نفسيين ولم يفلحوا معي، بعضهم شخَّص الحالة بأنها اكتئاب، والآخر ضلالات، والآخر اضطراب ثنائي القطب، وأخيرًا: اضطراب الشخصية.
أنا الآن أشكو من أنني غير مدرك للأمور بشكل صحيح، وأشعر بأنني غير طبيعي، وغير متفاعل مع أي شيء، وغير مُقبل على أداء أي شيء. أذاكر بصعوبة شديدة، وليس لدي دافع تجاه أي شيء، وأشعر بشيء من الجنون، وخطِّي سيء جدًّا، وغير قادر على الخروج ممَّا أنا فيه.