الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المراحل العمرية وعلاقتها بعمق النوم

السؤال

أعاني من صعوبة الاستيقاظ من النوم، حتى المنبه لا يوقظني، وأضطر أن أجعل أمي ترش الماء على وجهي أحياناً، كي أستيقظ من النوم، وأحياناً لا، فهل لذلك علاقة بعدد ساعات النوم؟ علماً بأني أنام من 5 إلى 6 ساعات في الليل، وأنام بعد الظهيرة من ساعة إلى ساعة ونصف، وأخي لديه –أيضاً- نفس هذه المشكلة، وعمره 16عاماً، فما العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هنالك تفاوتاً طبيعياً في عمق النوم بين الناس، والمرحلة العمرية أيضاً تُعتبر مرحلةً مهمةً جدّاً في تحديد نوع وكيفية وعمق النوم، وعمق النوم يعتمد على الدرجة التي يكون فيها الإنسان، ويعرف عن النوم أن له أربع درجات أو أربع مراحل (الأولى، والثانية، والثالثة، والرابعة) فعمق النوم الشديد يكون في المرحلة الثالثة أو الرابعة، ومن ينامون نوماً شديداً وعميقاً تكون المرحلة الثالثة لديهم هي المرحلة المسيطرة أو المرحلة الأكثر حدوثاً في الدورة النومية الطبيعية.

هذا الأمر يُعتبر أمراً فسيولوجياً طبيعياً، ويُعرف أن فترة المراهقة تتميز بعمق النوم، وطول النوم لدى الكثير من الناس، فليست هنالك مشكلة طبية أبداً؛ فهذا من التنوع الفسيولوجي الذي فيه اختلاف بين الناس.

فترة النوم الصحيحة بالنسبة لعمرك هي حوالي ثمان ساعات في اليوم، ولا تُحدد فترة النوم وعدد ساعاته بصورة دقيقة، إنما هذه مجرد تقديرات، فمثلاً الرضيع تجده ينام خمسة عشر ساعة إلى عشرين ساعة في اليوم؛ وذلك لحاجته للنمو، حيث إن هرمون النمو يفرز في أثناء النوم، أما بالنسبة لكبار السن فتجد مثلاً أن ساعات النوم قد قلّت جدّاً، وبالرغم من ذلك يكون في حالة صحية جيدة، أما في عمرك فثمان إلى تسع حتى إلى عشر ساعات يُعتبر نوماً جيداً.

الذي أنصحك به هو أن تعتمد أكثر على النوم الليلي، ولا داعي أبداً للنوم النهاري، اجعل ساعات النوم الليلي تمتد لثمان ساعات؛ هذا سيكون أفضل كثيراً بالنسبة لك، وسوف يحدد عمق نومك بصورة معقولة.

ثانياً: عليك أن تنام أو تبدأ النوم ليلاً في وقتٍ ثابت، ويجب أن لا يكون هنالك نوع من التأرجح أو التغير المفاجئ في وقت الذهاب إلى الفراش، وأن تذهب مثلاً في الساعة الثامنة أو التاسعة مساء وتستيقظ لصلاة الفجر.. اجعل هذا الترتيب النمطي المتواصل يتحكم في الساعة النومية لديك؛ فهذا أفضل كثيراً.

ثالثاً: عليك بممارسة الرياضة؛ لأن الرياضة تُساعد في تحسين جودة وعمق النوم وتجعله أكثر صحياً.

إذن الأمر طبيعي جدّاً، ولا يوجد أي مشكلة من وجهة نظري، وأنت ذكرت أيضاً أن أخاك لديه نفس المعاناة، وهو تقريباً في نفس عمرك، وأعتقد أن المرحلة العمرية – مرحلة المراهقة وما بعدها – لها دور في هذا الأمر، وربما يكون هنالك عامل وراثي مشترك بينك وبين أخيك وفي أسرتكم، والأمر -إن شاء الله- سوف يتحسن، وهذه لا تعتبر حالة مرضية أبداً.

بعض الذين يُعانون من عمق النوم المتقطع -أي أنه تأتيه نوبات شديدة في أثناء النهار- تعتبر هذه علة عندهم، وتعتبر مرحلة تتطلب العلاج، ولكن هذا لا ينطبق على حالتك ولا على حالة أخيك.

إذا أردت أن تتناول مثلاً كوباً من القهوة ليلاً أو بعد المغرب فهذا ربما يخفف من عمق النوم قليلاً، ولكن اللجوء للطرق الفسيولوجية الطبيعية التي تحدثت عنها سوف يكون كافياً، وعموماً هذه الحالة لا تُعتبر حالة مرضية كما ذكرت لك، ولا ننسى أخي أن نذكرك بأذكار النوم، وستجدها في هذه الاستشارة (277975)

أسأل الله لكما نوماً هنيئاً، وصحة وعافية، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر رشيد البشير

    بارك الله فيك اخي و جازاك الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً